أجرى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان زيارة تاريخية إلى روما شكّلت لحظة مهمة في تطور العلاقة بين البلدين وتعزيز الشراكة الإستراتيجية مع إيطاليا.وسلّطت الاجتماعات بين الرئيس الإماراتي ونظيره الإيطالي ورئيسة الوزراء جورجيا ميلوني، الضوء على الطموح والرؤى المتبادلة بين البلدين لتعميق العلاقات في مختلف القطاعات مع التركيز على النمو الاقتصادي والاستثمار والابتكار. ومن أبرز نتائج الزيارة، توقيع اتفاقية بقيمة 40 مليار دولار كاستثمارات إماراتية في إيطاليا، حيث يستهدف هذا الرقم الضخم صناعات رئيسية مثل الاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والدفاع. وفي إطار توسيع التعاون، وقّع البلدان 40 اتفاقية حيث من المتوقع أن يرتفع حجم التجارة غير النفطية بشكل أكبر مع دخول الاتفاقيات حيز التنفيذ. وكانت التجارة بين دولة الإمارات وإيطاليا، قد سجلت خلال العام الماضي ارتفاعًا بواقع 21% مقارنة بالعام الذي سبقه، لتصل إلى 14 مليار دولار في مؤشر واضح على تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين. دوافع الاستثمار الإماراتي في إيطاليا وقال المحلل السياسي الإماراتي محمد تقي، إنّ زيارة الشيخ محمد بن زايد تُعتبر تاريخية وفريدة وهي الأولى من نوعها في حفاوة الاستقبال. وأضاف تقي في حديثه لقناة "المشهد" عبر برنامج "المشهد الليلة" مع الإعلامية آسيا هشام، أنّ الشيخ محمد بن زايد أكد أنّ علاقة دولة الإمارات مع إيطاليا "إستراتيجية قوية".وأوضح أنه خلال هذه الزيارة جرى تبادل الأوسمة ما بين رئيس الإمارات والرئيس الإيطالي، لافتًا إلى أنّ حفاوة الاستقبال واستقبال الشيخ محمد بن زايد بسرب من الطائرات الحربية، هي الأولى من نوعها لقائد عربي على مستوى تاريخ العلاقات الإيطالية مع الدول. وشدد تقي على أنّ ما جرى في الاستقبال، هو "لفتة مهمة جدًا يجب أن نتحدث عنها للترحيب بضيف إيطاليا". وعن الشراكات الاقتصادية ما بين إيطاليا والإمارات، قال تقي إنه في عام 2023، كانت هناك شراكة اقتصادية، نمت بأكثر من 20% خلال عام 2024 وهذا يدل على أنّ هناك استمرارًا للعلاقة الاقتصادية الإيطالية في مختلف المجالات. وأكد أنّ المنتدى شهد توقيع اتفاقيات كثيرة في مجال التجارة والاستثمار والثقافة والصحة والذكاء الاصطناعي والاستدامة.تطوير أوسع وحول كيف يمكن أن تنعكس كل هذه الاستثمارات في مختلف المجالات لتطوير المجتمعات في الخليج العربي والاتحاد الأوروبي، قال تقي إنّ إيطاليا هي البوابة الخاصة بقارة أوروبا، كما أنّ الخريطة الجغرافية لإيطاليا وارتباطها مع القرن الإفريقي والبحر المتوسط، بالإضافة إلى شمال القارة السمراء، يجعلها تتمتع بموقع جغرافي مهم جدًا على مستوى البحر المتوسط والقارة الأوروبية. وشدد على أنّ دولة الإمارات ترتبط بموقع جغرافي مهم وهي تُعتبر قلب خريطة الوطن للعالم. وأضاف تقي، "لا ننسى أنّ دولة الإمارات تستثمر في موانئ عدة مثل موانئ دبي العالمية، بالإضافة إلى التوجه الجوي الاقتصادي الكبير الذي يرتبط اليوم مع شركاء الإمارات في المنطقة". وأكد أنّ الإمارات تعزز علاقاتها مع إيطاليا وألبانيا والدول الأوروبية، بالإضافة إلى الارتباط السياسي والاقتصادي والثقة الكبيرة الذي يعمل الشيخ محمد بن زايد فيها للتركيز على جميع الملفات "وهذا يدل على أنه كسب ثقة القادة الأوروبيين من خلال العلاقات الإستراتيجية الشاملة والمتكاملة". (المشهد)