قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن وثيقة سرية كشفت قيام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد بتهريب أموال من سوريا إلى روسيا بشكل أسبوعي بقيمة تقارب 20 مليون دولار وفي بعض الأحيان أقل من ذلك بقليل.وأضاف عبد الرحمن في حديثه لمنصة "المشهد" أنه في بداية اكتشاف عملية تهريب الأموال، كان يتم إرسال هذه المبالغ إلى المطار ويجري تهريبها عبر حقائب ممنوع تفتيشها بعلم من مدير المطار والأجهزة الأمنية.أموال الأسدوأوضح أنه تم إصدار أوامر بمنع تفتيش الحقائب، حيث كانت تصل تباعًا إلى الأراضي الروسية، مؤكدا أن جميعها لها علاقة بتجارة المخدرات وتحديدا حبوب الكبتاغون. وأكد عبد الرحمن أن الوثيقة المكونة من صفحة واحدة، هي واحدة من بين وثائق سرية أخرى تم الوصول إليها، وتشير إلى تفاصيل الشحنة. وتابع:المعلومات الموجودة في الوثيقة كنا قد تحدثنا عنها سابقًا عن معلومات صادرة من ضابط في الأمن الوطني تفيد بأن بشار الأسد كان يهرّب الأموال إلى روسيا بشكل مستمر.لم تكن هناك وثيقة تثبت ما قاله الضابط.وحول الأهداف التي دفعت الأسد إلى إرسال الأموال إلى روسيا عبر حقائب، قال عبد الرحمن إنّ الرئيس السابق كان يريد نقل ثروته خارج سوريا لأنه كان على دراية بأنه سيصل في مرحلة ما إلى الفرار خارج البلاد.الدعم الروسي للأسدوأوضح مدير المرصد السوري أنه بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، لم يعد الدعم الروسي للأسد كما كان سابقًا. وأشار عبد الرحمن إلى أن اللهجة الدبلوماسية الروسية اختلفت كما أن رسائل الدعم التي كانت تصل إلى الأسد عبر المسؤولين الروس مفادها "لم نعد قادرين على حمايتك". ولفت إلى أن العقوبات الاقتصادية في سوريا أثّرت بشكل كبير، خصوصًا في ظل "تململ الجيش" من الأسد في الأعوام الثلاثة الماضية ومرور المؤسسة العسكرية في حالة "عوز" ما أدّى إلى أن تكون الحواجز هي مصدر رزق الكثيرين عبر "الأتاوات" بالإضافة إلى تجارة الكبتاغون.دور أسماء الأسدوشدّد عبد الرحمن على أن الجيش لم يكن على علاقة بتجارة الكبتاغون، مبينًا أن راتب الضابط الشهري يبلغ نحو 30 دولارا وهو لا يكفي إلاّ لـ5 أيام على أقصى تقدير. وأكد عبد الرحمن أن دائرة الأسد والضباط الكبار فيها هم المتورطون في قضايا التهريب، لافتا إلى أن "الكفاح الذي قد يكون متواريا الآن في الأراضي اللبنانية بعد أن فوتت الإدارة السورية الجديدة فرصة القبض عليه عندما كان في قريته، هو أحد الضباط المقربين من بشار الأسد وهو على دراية بكل شيء تم". وأضاف أن زوجة الأسد، أسماء، كانت رأس الحربة بقضية تهريب الأموال السورية إلى الخارج وإضعاف الاقتصاد السوري.2 مليار دولاروعن اشتراك دول أخرى في تهريب الأموال السورية إليها، قال عبد الرحمن "نحن نتحدث عن الدول المتأكدين من تهريب الأموال إليها"، إلا أنه لم يستبعد وجود شركات تم فتحها بأسماء رجال أعمال سوريين تتخذ من دول في أوروبا الشرقية مقرات لها، لكن غياب الوثائق هو الذي يحول في الحديث عنها. وأكد عبد الرحمن أنه على قناعة أنه لن يتم ملاحقة الأموال التي هرّبها الأسد إلى روسيا، مشددا على أن جميع هذه المبالغ "ستقوم روسيا بوضع يدها عليها في النهاية". وقال إن بشار الأسد كان مرحلة بالنسبة لروسيا، و"هذه الأموال ستؤول في النهاية إلى الخزينة الروسية". وأشار عبد الرحمن إلى أن تجار المخدرات من عائلة الأسد في منطقة الساحل السورية، وفي عام 2023، حصلوا على ما يقارب من 2 مليار دولار فقط من تجارة المخدرات عبر البحار، وهذه التجارة غير مشمولة بمخدرات "حزب الله" أو التي كانت موجّهة للتهريب عبر الأردن. وأوضح أن عائلة الأسد لديها مصانع للمخدرات موجودة في ريف حمص الغربي والساحل السوري، وتم تهريبها عبر البحر إلى دول أوروبية وعربية. وأكد عبد الرحمن أن سوريا كانت بمثابة مركز رئيسي لتصنيع الكبتاغون والتجارة به، مشيرا إلى أنه كانت هناك شاحنات محملة بالمخدرات تتخذ من طرقات البادية السورية مسارًا لها بعيدًا عن الحدود الأردنية باتجاه العراق. إلى أين تتجه سوريا؟ وقال عبد الرحمن إن سوريا تسير داخل نفق، "ونأمل أن يكون هناك نور في نهايته". وأضاف "ما يعنيني كمرصد سوري لحقوق الإنسان، أن يحاكم بشار الأسد والنظام البائد". وتابع "لغاية اللحظة، لم نرَ أي اعتقال لشخصية قيادية سورية في نظام بشار الأسد. كل من تم اعتقالهم هم من المخبرين أو الشبيحة ولكن ليسوا قيادات وازنة". ولفت مدير المرصد، إلى أنه وخلال 13 عامًا من الحرب الأهلية، هناك 105 آلاف سوري قُتلوا تحت التعذيب وعشرات الآلاف من المفقودين. (المشهد)