كشفت مجلة "نيوزويك" الأسبوعية الأميركية عن مخطط صيني لإرسال سفن حكومية بالقرب من مجموعة من الجزر التي تسيطر عليها اليابان في كل يوم من عام 2024 من أجل تأكيد مطالبتها بالأراضي المتنازع عليها. ونقلت المجلة عن وكالة أنباء كيودو اليابانية قولها استناداً لمصدر لم تذكر اسمه، أن الرئيس الصيني شي جين بينغ أكد خلال زيارة قام بها مؤخراً إلى مقر قيادة خفر السواحل الصيني في بحر الصين الشرقي، على ضرورة "تعزيز مستمر" للجهود حول جزر سينكاكو. وتتكون جزر سينكاكو غير المأهولة، المعروفة في الصين باسم جزر دياويو، من 5 جزر صغيرة و3 صخور على بعد حوالي 200 ميل جنوب غرب مقاطعة أوكيناوا اليابانية، وقد باتت بقعة توتّر بين بكين وطوكيو منذ قيام الحكومة اليابانية بتأميم الجزر في عام 2012. وتقول طوكيو إن سفن خفر السواحل الصينية الكبيرة - وبعضها مسلح بمدافع آلية - تضايق قوارب الصيد المحلية أثناء رسوها في المياه الإقليمية التي تطالب بها اليابان. ومن الممكن أن تؤدي الخطوة الصينية إلى زيادة تصعيد الخلاف الإقليمي طويل الأمد مع أهم حليف للولايات المتحدة في المنطقة. ونقلت وكالة كيودو عن شي قوله لأفراد خفر السواحل الصينيين "لا يمكننا إلا أن نتحرك للأمام، وليس للخلف. ولن نسمح أبدا بالاستيلاء على ملليمتر واحد من أراضينا". وذكر التقرير أنه في إطار خطة بكين للحفاظ على وجود دائم لخفر السواحل بالقرب من الجزر المتنازع عليها كل يوم هذا العام، ستقوم سفن إنفاذ القانون البحري الصينية بإجراء عمليات تفتيش لسفن الصيد اليابانية العاملة في المنطقة "إذا لزم الأمر".تكتيك صيني مكرروقد جربّت الحكومة الصينية نفس التكتيك في الماضي من خلال التهديد بالصعود على متن السفن التجارية التايوانية في محاولة لتأكيد السيطرة الفعلية على المياه المتنازع عليها. ولا تتخذ الولايات المتحدة موقفاً بشأن السيادة على جزر سينكاكو، لكنها تعترف بإدارة اليابان للجزر. وفي العام الماضي، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن التزام الولايات المتحدة "الثابت" بالدفاع عن اليابان بموجب المعاهدة الأمنية، التي تغطي الهجمات ضد السفن الحكومية اليابانية في سينكاكو. وهذا يعني أن أي صدام مسلّح ناتج عن ذلك يمكن أن تجر القوات الأميركية إلى صراع مباشر مع الصين. ويتواجد نفس الخطر في بحر الصين الجنوبي، حيث تقوم دوريات خفر السواحل الصينية باختبار الفلبين، وهي حليف آخر للولايات المتحدة منذ فترة طويلة.ونشر رام إيمانويل، سفير الولايات المتحدة لدى اليابان، انتقاداً لاذعاً على موقع "اكس" (تويتر سابقاً) في رد فعل واضح على تقرير كيودو، قائلاً "في يوم رأس السنة الجديدة، أعلنت قيادة جمهورية الصين الشعبية أنها ستحتفظ بالسفن في جزر سينكاكو اليابانية وما حولها لمدة 365 يوماً، وهو قرار العام الجديد، في وقت تواجه فيه الصين ارتفاعاً قياسياً في معدلات البطالة بين الشباب، وانخفاضاً قياسياً في تقييمات المساكن، وانكماشاً صناعياً قياسياً".قلق ياباني متزايدتكشف أحدث البيانات الصادرة عن وزارة الخارجية اليابانية عن وجود منتظم لخفر السواحل الصيني في سينكاكو وما حولها في العام الماضي. اعتباراً من أواخر نوفمبر 2023، تراوحت عمليات التوغل في المياه الإقليمية للجزر التي يبلغ طولها 12 ميلاً بحرياً من 4 إلى 16 سفينة شهرياً، في حين شهدت المنطقة المتاخمة لمسافة 24 ميلاً بحرياً عشرات السفن الصينية شهرياً. وصرح ميزوبوتشي ماساشي، مساعد السكرتير الصحفي في الخارجية اليابانية لمجلة "نيوزويك" سابقًا أن طوكيو تعتبر الأنشطة الصينية "خطيرة للغاية"، مضيفًا أن خفر السواحل الياباني بث باستمرار تحذيرات للسفن الصينية العاملة بالقرب من سينكاكو. وقال ميزوبوتشي إن وزارة الخارجية اليابانية قدّمت أيضاَ احتجاجات دبلوماسية "شديدة" إلى بكين. (ترجمات)