قال مسؤولان أميركيان مطلعان لرويترز إن الولايات المتحدة فتحت قناة مع إسرائيل لبحث المخاوف المتعلقة بالحوادث التي تقع في غزة ويسقط فيها قتلى ومصابون في صفوف المدنيين خلال عمليات للجيش الإسرائيلي وكذلك استهداف مرافق مدنية.وفُتحت القناة بعد اجتماع لوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن مع حكومة الحرب الإسرائيلية في وقت سابق هذا الشهر عبّر فيه الوزير عن قلقه بشأن التقارير "المستمرة" عن ضربات إسرائيلية على مواقع تابعة لمنظمات إنسانية أو أدت إلى مقتل أعداد كبيرة من المدنيين. ولم يسبق أن جرى الإعلان عن وجود هذه المبادرة، وطلب المسؤولان الأميركيان عدم الكشف عن هويتهما بالنظر للتفاصيل الحساسة المحيطة بها.قناة موثوقةوأوضح المسؤولَان: بلينكن قال خلال الاجتماع لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت والوزير بيني غانتس إن واشنطن بحاجة إلى معرفة "ما هي الإجابات" عندما يتعلق الأمر بتقارير عن مثل هذه الضربات. واشنطن تسعى إلى "قناة موثوقة" يمكن من خلالها للولايات المتحدة إثارة مثل هذه القضايا مع الإسرائيليين بشكل دائم. واشنطن تثير مع الإسرائيليين من خلال القناة، التي يجري العمل عبرها منذ أسابيع، "كل حادثة تبعث قلقا" تتعلق بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة. يقوم الإسرائيليون بالتحقيق ومن ثم تقديم تقييم للأميركيين. في بعض الحالات قدم الإسرائيليون معلومات إضافية توضح ما حدث، فيما أقروا في حوادث أخرى بأنهم "ارتكبوا خطأ". القناة تعمل من خلال دبلوماسيين في السفارة الأميركية في القدس والمكتب الإقليمي لوزارة الخارجية الذي يركز على الشرق الأوسط والمبعوث الخاص للرئيس جو بايدن للقضايا الإنسانية في المنطقة ديفيد ساترفيلد.من جهتها، قالت وزارة الخارجية الأميركية الخميس إن واشنطن تبحث في أي تقارير عن حوادث تثير مخاوف في غزة مع الحكومة الإسرائيلية، بهدف حماية المدنيين في القطاع. وتعليقا على التقارير حول قناة اتصال مع إسرائيل بشأن الغارات التي تؤثر على المدنيين والبنى التحتية المدنية، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية: "نحن مستمرون في التوضيح بأنه يجب على إسرائيل حماية البنية التحتية الإنسانية، واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، واحترام القانون الإنساني الدولي"، مضيفا "عندما نرى تقارير عن حوادث تثير المخاوف، فإننا نثير تلك الحوادث مباشرة مع حكومة إسرائيل ونطلب معلومات إضافية".ضغوط متزايدة وتأتي القناة وسط ضغوط متزايدة على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب الخسائر الفادحة التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين بسبب الحملة الإسرائيلية ضد حركة "حماس" والتي أودت وفقا لوزارة الصحة في غزة بحياة أكثر من 25 ألف شخص.كما تعكس إحباط واشنطن إزاء إخفاق إسرائيل في تخفيف محنة المدنيين المحرومين منذ منتصف أكتوبر من معظم المساعدات التي كانت تتدفق في السابق إلى القطاع فضلا عن عدم توافر الرعاية الطبية الكافية لأكثر من 62 ألف مصاب.(رويترز)