عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وزير التعليم غابرييل أتال البالغ من العمر 34 عاما، رئيسا جديدا للوزراء يوم الثلاثاء سعيا منه لبث روح شبابية جديدة في ولايته الثانية قبل انتخابات البرلمان الأوروبي. وبذلك أصبح أتال أصغر رئيس وزراء في التاريخ الفرنسي، وأوّل مثلي الجنس بشكل علني يشغل منصب ثاني أقوى منصب سياسي في البلاد.ولن تساهم تسميته بالضرورة بأي تغيّر سياسي كبير، لكنها تشير إلى رغبة ماكرون في تجاوز إصلاحات معاشات التقاعد والهجرة التي لم تحظَ بشعبية العام الماضي وتحسين فرص حزبه الوسطي في انتخابات الاتحاد الأوروبي في يونيو. وكتب ماكرون على منصة التواصل الاجتماعي "إكس": "عزيزي غابرييل أتال، أعلم أنني أستطيع الاعتماد على طاقتك والتزامك بتنفيذ مشروع التنشيط والتجديد الذي أعلنت عنه". ويكافح ماكرون، بعد أن فقد غالبية نشطة في البرلمان، من أجل المضي قدمًا في أجندة الإصلاح لولايته الثانية التي انحازت إلى اليمين في الوقت الذي يسعى فيه إلى تعزيز الدعم بين الناخبين المحافظين لمواجهة الشعبية المتزايدة لليمين المتطرف.ويبلغ عمر ماكرون وأتال مجتمعين أقل بقليل من عمر الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي يترشح لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأميركية هذا العام.وظهر أتال في استطلاعات للرأي على أنه أحد أكثر السياسيين شعبية في فرنسا في الأشهر الأخيرة.وكأحد الموالين لماكرون، أصبح أتال اسمًا مألوفًا في السياسة الفرنسية كمتحدث باسم الحكومة خلال جائحة كوفيد، واكتسب سمعة طيبة باعتباره محاورًا سلسًا.ويأتي أتال مكان إليزابيث بورن، ثاني إمرأة تتولى هذا المنصب في فرنسا. وهي تكنوقراطية مطيعة ومجتهدة، لكن تميّز العام ونصف العام الذي قضته في منصبها بأشهر من الاحتجاجات على إصلاح نظام المعاشات التقاعدية وأعمال شغب بسبب إطلاق الشرطة النار على مراهق من أصل شمال إفريقي في وقت سابق في العام 2023.وقد يستغرق ماكرون وأتال أياما عدة لتسمية حكومة جديدة. وقال أحد مساعدي الإليزيه إن الاجتماع المعتاد لمجلس الوزراء يوم الأربعاء قد لا ينعقد هذا الأسبوع.وبحسب زعيم حزب التجمع الوطني الذي تتزعمه مارين لوبان جوردان بارديلا فإنه بتعيين غابرييل أتال، يريد إيمانويل ماكرون التشبث بشعبيته في استطلاعات الرأي لتخفيف آلام النهاية التي لا نهاية لها لحكمه".وبحسب النائب باتريك فينيال، الذي ينتمي إلى حزب النهضة الذي يتزعمه ماكرون، فإن أتال "يشبه إلى حد ما ماكرون في العام 2017"، في إشارة إلى السنة التي تولى فيها الرئيس منصبه لأول مرة كأصغر زعيم في تاريخ فرنسا الحديث، وفي ذلك الوقت كان زعيما شعبيا.وقال فينيال إن أتال "واضح ويعرف كيف يفرض سلطته".(ترجمات)