ما زال الغموض يكتنف مصير نائب قائد الجناح العسكريّ في حركة "حماس" مروان عيسى، والتي قالت إسرائيل إنها استهدفه بغارة جوية الأسبوع الماضي.وقالت مصادر فلسطينية لصحيفة "الشرق الأوسط"، إنّ مروان عيسى، نائب قائد الجناح العسكريّ لحركة "حماس" وثالث أكبر مسؤول في الحركة في غزة، كان في الموقع الذي استهدفته غارة إسرائيلية الأسبوع الماضي.مقتل مروان عيسىوبحسب الصحيفة التي نقلت عن "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، فإنّ عيسى "أُصيب لكنّ مصيره غير واضح".بدورها قالت هيئة البث الإسرائيلية، إنّ "حماس" أكدت في محادثات مغلقة أن المسؤول الكبير قُتل في هجوم لسلاح الجو قبل نحو أسبوع في هجوم استهدف نفقا في منطقة النصيرات.وبحسب الهيئة فإن مسؤولًا آخر في كتائب القسام قتل مع عيسى، وهو رازي أبو طعمة قائد لواء مخيم النصيرات التابع لحركة "حماس"، الذي كان مع عيسى في النفق وقتل أيضا. وقالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل": "يبدو أنّ هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها "مصادر مطّلعة" في غزة، بأنّ عيسى كان في الموقع". ويعمل عيسى نائبًا لمحمد الضّيف، رئيس كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكريّ لحركة "حماس". ويُعتقد أنهما، إلى جانب زعيم "حماس" في غزة، يحيى السنوار، كانا العقل المدبّر لعملية طوفان الأقصى، التي نفذتها الحركة في الـ7 أكتوبر الماضي. وبحسب ما ورد، فقد أبلغ مسؤولون أمنيون الوزراء، في اجتماع مجلس الوزراء الأمنيّ يوم الجمعة، أنّ جميع الدلائل تشير إلى مقتل عيسى في الغارة. مع ذلك، حذرّ الجيش من أنه لم يتم التحقق من الأمر بشكل كامل بعد، في حين امتنعت "حماس" عن تأكيد أو نفي وفاة عيسى. وتشن إسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة منذ الـ8 من أكتوبر الماضي، ما أدى إلى مقتل أكثر من 31 ألف شخص، وتشريد أكثر من مليونَي فلسطيني، فضلًا عن تدمير البنية التحتية في القطاع. وكان الجيش الإسرائيليّ قد استخدم في استهداف عيسى، قنابل خارقة للتحصينات، بالإضافة إلى قنابل ثقيلة للغاية.من هو مروان عيسى؟وُلد مروان عبد الكريم عيسى عام 1965، في مخيم البريج وسط قطاع غزة، وتلقّى تعليمه في مدارس "الأونروا"، قبل أن يتلقى تعليمه الجامعيّ في الجامعة الإسلامية. انتمى عيسى لجماعة "الإخوان" في بدايات شبابه، قبل فترة صغيرة من الإعلان عن تأسيس حركة "حماس" التي انضمّ إليها لاحقًا. وفي عام 1987، جرى اعتقاله على يد الجيش الإسرائيلي، وأفرج عنه عام 1993، وبقي يعاني من الملاحقة الإسرائيلية، ثم اعتُقل عام 1997 من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وخرج من سجونها مع اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية نهاية عام 2000. شارك في بدايات عمل "كتائب القسام" خلال سنوات الانتفاضة، وانخرط في عمليات التصدي للاقتحامات الإسرائيلية، وتنفيذ عمليات إطلاق نار وقذائف هاون وصواريخ، تجاه المستوطنات التي كانت توجد داخل القطاع. ويُعتبر مروان عيسى الرجل رقم 3 على قائمة المطلوبين في إسرائيل بعد قائد "حماس" يحيى السنوار وقائد كتائب القسام محمد الضّيف.(ترجمات)