من المنتظر انعقاد القمة العربية بدورتها الـ32 بالسعودية في 19 مايو المقبل، وفق ما أعلن الأمين العام المساعد المشرف على شؤون مجلس جامعة الدول العربية حسام زكي. ويأتي ذلك في ظل أجواء التقارب السياسي بين الرياض ودمشق، بعد أنباء عن اتفاق مشترك على إعادة فتح سفارتيهما بعد عيد الفطر، فهل تحضر سوريا هذه القمة؟يعتبر الخبير في العلاقات الدولية أحمد سيد أحمد في تصريحات لمنصة "المشهد" أنه "يوجد احتمال كبير في عودة سوريا لجامعة الدول العربية واجتماع القمة العربية المقبلة في السعودية"، مشيرا إلى أن "هذا الاحتمال تقويه عوامل عدة أولا عودة معظم السفارات العربية واستئناف العلاقات السياسية الدبلوماسية مع الكثير من الدول العربية التي كانت تعارض الحكومة السورية".والجزائر كانت قد استضافت أول قمة عربية منذ ما قبل جائحة كوفيد-19 في نوفمبر، غير أن دمشق لم تشارك بعد أن فشلت الدولة المضيفة في إقناع الدول العربية الأخرى بإنهاء تعليق عضوية سوريا.وقال أحمد: "كل المؤشرات تشير إلى أن الدول العربية الصلبة تؤيد عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية خصوصا في ظل الرياح الجديدة التي تهب على منطقة الشرق الأوسط التي تقوم على التقارب وتصفير المشاكل وتحقيق التقاربات المهمة كما حدث بين إيران والسعودية".التقارب العربي - السوري بدوره، يشدد المحلل السوري غسان يوسف على أنه "من المبكر الحكم على إمكانية حضور سوريا قمة جامعة الدول العربية التي ستعقد في مايو المقبل باعتبار أن العلاقات بين دمشق والسعودية لم تنضج حتى الآن".وأشار يوسف إلى أن "تصريحات وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان كانت إيجابية تجاه سوريا كما أن الخبر الذي أعلنته وزارة الخارجية وهو إعادة العمل القنصلي بين البلدين كان مؤشرا إيجابيا على التقارب الحاصل بين دمشق والرياض".وأضاف يوسف: "اليوم فإن كل دول المنطقة تتجه نحو انفراج العلاقات بينها مع تخفيف التوتر والتصعيد"، مبيّنا أن "دمشق سوف تتأثر بالتأكيد بعودة العلاقات السعودية الإيرانية".وفي مارس 2023، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أن زيادة التواصل مع سوريا قد يمهّد الطريق لعودتها إلى جامعة الدول العربية، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة.وقال الوزير السعودي:الإجماع يتزايد في العالم العربي على أن عزل سوريا لا يجدي وأن الحوار مع دمشق ضروري خصوصا لمعالجة الوضع الإنساني هناك. الحوار من أجل معالجة هذه المخاوف ضروري. في النهاية قد يؤدي ذلك إلى عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وما إلى ذلك. في الوقت الحالي أعتقد أن من السابق لأوانه مناقشة هذا الأمر.الإجراءات العمليةوعن الإجراءات العملية لعودتها، يوضح أحمد قائلا: "صحيح إن عودة سوريا يجب أن يكون بتصويت بالإجماع، إلا أن إبعاد سوريا عن الجامعة العربية لم يتم بالإجماع"، حيث أنه "من المنطقي أن تعود سوريا بالتوافق العربي".وعلّقت الجامعة العربية عضوية سوريا في 2011 وسحبت العديد من الدول العربية مبعوثيها من دمشق.وبيّن أن "هناك دولتان اثنتان لديهما تحفظات على عودة سوريا للجامعة العربية، وبالتالي فإن الإجماع على عودتها هو الطاغي".ويعتقد يوسف أن "سوريا قد تدعى إلى اجتماع الجامعة العربية المقبل فيما إذا تمت إعادة العلاقة بين دمشق والرياض بعد عيد الفطر"، لافتا إلى أن "الدول العربية المترددة على غرار قطر والكويت والمغرب ستتبع خطوات السعودية التي قد يكون لها الكلمة الفصل في قضايا عدة".وسوريا معزولة إلى حد بعيد عن بقية العالم العربي منذ الحرب الأهلية التي تدور في البلاد عام 2011 والاتّهامات التي طالت الرئيس السوري بشار الأسد بشنّ حملة دامية ضدّ الاحتجاجات المناهضة لحكمه.وفي أعقاب الزلزال المدمّر 6 نوفمبر تدفّق الدعم من الدول العربية والذي أودى بحياة آلاف السوريين ما سمح بكسر العزلة عن البلاد بعد زيارة مسؤولين رفيعي المستوى دمشق. (المشهد)