دخلت الحرب الروسية- الأوكرانية، مُنعطفًا جديدًا بعد أن بدأت كييف استخدام الطائرات المسيّرة، والتي مكّنتها من الوصول إلى العمق الروسيّ ومهاجمة المنشآت النفطية.وقد تعرضت 9 مصافي رئيسية على الأقل للهجوم بنجاح هذا العام، ما أدى حاليًا إلى إيقاف تشغيل 11% من إجماليّ الطاقة الإنتاجية للبلاد، وفقًا لوكالة "بلومبرغ".ومع تحوّل الصراع على الخطوط الأمامية لصالح موسكو، أصبحت حملة الطائرات بدون طيار بمثابة عمود رئيسيّ للدفاع عن أوكرانيا - سواء من حيث رمزيّتها أو أهدافها الاستراتيجية.تدمير النفط الروسيوتمنح المسيّرات كييف القدرة على الوصول إلى عمق الأراضي الروسية، وضرب صناعة ذات أهمية حاسمة للمجهود الحربيّ للكرملين، ما يوفر إمدادات الوقود لقواتها المسلحة، وتدفق دولارات النفط إلى خزائنها. وقال فرانسيسكو سيرا مارتينز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذيّ لشركة تيرمينال أوتونومي لصناعة الطائرات بدون طيار، في مقابلة: "روسيا محطة وقود بها جيش، ونحن نعتزم تدمير محطة الوقود تلك.. سوف نركز على المجالات الأكثر تضررًا، وهي الموارد المالية".وحتى مع تحوّل حملة الطائرات بدون طيار، إلى قصة نجاح للجيش الأوكرانيّ التي تشتد الحاجة إليها بعد سلسلة من المكاسب الروسية في ساحة المعركة، فإنها تمثل ورقة رابحة محتملة للأسواق العالمية وحلفاء كييف الغربيّين. وارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل مطّرد في الأيام الأخيرة، وسط مخاوف متزايدة من أنّ الهجمات، التي ألحقت أضرارًا فادحة إلى حدّ كبير حتى الآن، يمكن أن تدمر في يوم من الأيام منشأة تصدير رئيسية. وبحلول منتصف فبراير، دمرت هجمات الطائرات بدون طيار خمس مصافي نفط. وفي أعقاب ذلك مباشرة، حظرت روسيا صادرات البنزين من الأول من مارس وحتى نهاية أغسطس، لضمان إمدادات محلية كافية قبل الارتفاع الموسميّ في الطلب. وقال بيتر شرودر، وهو محلل كبير سابق للشؤون الروسية في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية: "يبدو أنّ قادة أوكرانيا يشعرون أنه حتى لو ظلوا في موقف دفاعي، فإنهم بحاجة إلى أن يكونوا قادرين على الاستمرار في إلحاق الألم بروسيا". ولم يتحقق هذا النجاح بسهولة، وفقًا لمصنّعي الطائرات بدون طيار، الذين تحدثوا إلى بلومبرغ، وكان لا بدّ من تصميم المركبات للتغلب على قدرات التشويش الروسية المتطورة، وذلك باستخدام الملاحة الأرضية، أو تحديد المواقع البصرية التي لا تتطلب أيّ اتصالات إلكترونية بعد الإطلاق. إنهم بحاجة إلى العمل على مدى يصل إلى 1000 كيلومتر، بينما يحملون أيضًا حمولة متفجرة كبيرة بما يكفي، لإلحاق أضرار جسيمة بالمنشآت التي تم بناؤها لتكون قادرة على الصمود.وقال فاسيل ماليوك، رئيس جهاز أمن الدولة الأوكراني، لبلومبرغ، إنّ حملة الطائرات بدون طيار في أوكرانيا، تُظهر "أننا لا نقتصر على الخطوط الأمامية حصريًا، ولكننا نؤدي أيضًا مهامنا في البحر وفي أعماق خطوط العدو. لن تتوقف".ما تأثير ذلك على أسعار النفط؟ وأدت موجة الهجمات إلى ارتفاع أسعار البنزين والديزل في سانت لويس. وذكرت تاس نقلًا عن النائب الأول لوزير الطاقة بافيل سوروكين، أنّ البلاد قد تضطر إلى تحويل المزيد من النفط الخام للتصدير، بسبب التأثير على معدلات التكرير. وخارج حدود روسيا، لم يُظهر سوق النفط سوى ردّ فعل متواضع على هجمات الطائرات بدون طيار، على الرغم من مكانة البلاد كمصدّر رئيسي. ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام، وسط تصور بتزايد المخاطر الجيوسياسية. وفي حين ارتفعت أسعار الديزل الأوروبية القياسية أيضًا، فإنها لا تزال أقلّ من المستويات التي شوهدت في فبراير، في ذروة هجمات "الحوثيّين" على الشحن في البحر الأحمر. يمكن أن يتغير ذلك إذا تمكنت الطائرات بدون طيار الأوكرانية من إيقاف كيريشي، ما قد يؤدي إلى القضاء على نحو 150 ألف برميل يوميًا، من إنتاج الديزل المخصص للتصدير في المقام الأول. ومن الممكن أن تشهد أسواق النفط الخام المزيد من التوتر، إذا بدأت كييف في استهداف محطات تصدير النفط الروسية الرئيسية في بحر البلطيق أو البحر الأسود.(ترجمات)