تصاعدت حرب الظل بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو" خلال الشهور الأخيرة، وهو ما يثير المخاوف من تحولها لمواجهة مباشر، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن".قال مسؤول كبير في حلف "الناتو" إن روسيا منخرطة في عملية تخريب "جريئة" عبر الدول الأعضاء في الحلف منذ أكثر من 6 أشهر، تستهدف خطوط إمداد الأسلحة لأوكرانيا وصناع القرار الذين يقفون وراءها.ويصف العديد من مسؤولي الأمن في مختلف أنحاء أوروبا تهديداً ينتشر بسرعة مع قيام العملاء الروس، الذين يخضعون لتدقيق متزايد من جانب أجهزة الأمن ويشعرون بالإحباط في عملياتهم الخاصة، بتوظيف هواة محليين للقيام بجرائم عالية الخطورة، وغالباً ما يمكن إنكارها، نيابة عنهم.وأضاف المسؤول في حلف شمال الأطلسي أنهم لاحظوا "تصعيدًا غير مسبوق وانتشارًا للحرب الهجينة الروسية" على مدى الأشهر الستة الماضية، والتي شملت "تخريبًا مادياً" لخط إمداد أسلحة حلف شمال الأطلسي المخصصة لأوكرانيا. وتابع: "يتعلق الأمر بكل شيء من نقطة الإنتاج والمنشأ، إلى التخزين، إلى أولئك الذين يتخذون القرارات، إلى التسليم الفعلي. إنه جريء. تحاول روسيا ترهيب (حلفائنا)"."لعبة خطيرة"ورفضت روسيا هذه المزاعم ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة، لكن التخريب الروسي والحرب الهجينة سيكونان على جدول أعمال الاجتماع السنوي الـ75 لدول حلف "الناتو" في واشنطن العاصمة، والذي بدأ يوم الثلاثاء. ومع ذلك، فمن غير الواضح كيف ستعبر الدول الأعضاء علنًا عن غضبها مما أطلق عليه المحللون "حرب الظل" الجديدة للكرملين، حيث قد تكون مترددة في منح موسكو فوزًا دعائيًا، أو إثارة الذعر في سلسلة من الخروقات الأمنية في جميع أنحاء أوروبا.وبحسب التقرير، فقد كشفت الاعتقالات الأخيرة التي طالت شخصيات رفيعة المستوى عن الطبيعة العشوائية والخرقاء لكيفية تطور عمليات الاستخبارات التي ينتهجها الكرملين منذ بداية الحرب في أوكرانيا. ففي العام الماضي، اعتُقِل 14 أوكرانيا واثنين من بيلاروسيا في بولندا في قضية واحدة للاشتباه في عملهم لصالح الاستخبارات الروسية. وقال المسؤول الكبير في الناتو إن التخريب الروسيّ لدول الحلف يرقى إلى "لعبة خطيرة للغاية، إذا كانت (روسيا تعتقد) أن هذه الأشياء دائمًا ما تكون تحت عتبة الصراع المسلح"، وهذا لن يؤدي إلى تفعيل بند المادة 5 من ميثاق الحلف، الذي ينص على أن الهجوم على دولة عضو واحدة هو هجوم على التحالف بأكمله. وأضاف: "العثور على هذا الخط هو حساب صعب وخطير". وأكد أن روسيا تستخدم "مجموعة كاملة" من العمليات الهجينة. وتابع "نرى كل شيء من العمليات رفيعة المستوى في أوروبا، حيث رأينا ما يصل إلى 400 ألف يورو (433 ألف دولار) تُدفع مقابل نوع ما من أنشطة الاستخبارات، إلى بعض الأماكن حيث يتم توظيف البلطجية مقابل بضعة آلاف من اليورو".(ترجمات)