يستمر الجدل حول تفاصيل اللقاء الذي سيجمع الرئيس التركيّ رجب طيب إردوغان بنظيره السوريّ بشار الأسد.التقارب السوري - التركيفي آخر الحيثيات، أكد نائب وزير الخارجية الروسيّ ميخائيل بوغدانوف، أنّ الاجتماع يتطلب تحضيرات جدية، موضحًا أنّ موسكو مستعدة لقبول عقد هذا اللقاء لديها. بوغدانوف أكد أنّ بلاده تؤيد عملية تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، على أساس الاعتراف المتبادل بسلامة أراضي ووحدة وسيادة البلدين الجارين. وتأتي تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي، بعد نحو أسبوع من زيارة المبعوث الخاص للرئيس الروسيّ إلى سوريا، إلى أنقرة لإجراء مشاورات حول الملف السوري.وكان الرئيس التركيّ قد أعلن أنّ بلاده ستوجه الدعوة للرئيس السوري، وقد تكون في أيّ لحظة، معربًا عن أمله في عودة العلاقات التركية-السورية إلى ما كانت عليه. من جهة أخرى، بحث وزير الخارجية التركية مع قادة من المعارضة السورية خلال اجتماع في أنقرة، التطورات الراهنة في سوريا، والمساعي المبذولة لإعادة العلاقات بين أنقرة ودمشق إلى ما كانت عليه قبل عام 2011.وقال وزير الخارجية التركية إنّ المصالحة مع المعارضة هي مشكلة الحكومة السورية، وهي مهمتها، مؤكدًا أنّ تركيا تشجع اللقاء بين الحكومة والمعارضة، لكنها لا تستطيع إجبار المعارضة عليه. وأضاف الوزير التركي، أنّ بلاده تسعى إلى التنسيق بين حكومة دمشق والمعارضة، من أجل البدء في مفاوضات لحل الأزمة.عوائق أمام التقارب السوري - التركيوفي هذا الشأن، قال الكاتب والمحلل السياسيّ عبد الحميد توفيق لقناة "المشهد": "العوائق جدية وكبيرة أمام مثل هذا اللقاء، وكان متوقعًا أن يكون هذا الموضوع محل جدال على كل المستويات، وكان متوقعًا أيضًا أن يأخذ مسارًا متعرجًا رغم الوساطة الروسية والدور الروسي، ورغم الرغبة المتبادلة المشتركة بين الجانبين السوريّ والتركي".وتابع توفيق قائلًا: "هذه الأمور ظهرت بشكل واضح وصريح، والعقبات الجدّية كبيرة، سواء كانت من الجانب التركي أو من الجانب السوري، منها ما هو متعلق بأمور ذاتية من الجانب السوري، وهناك أيضًا المطالب التي تضعها سوريا، وقد أعلنت رسميًا على لسان الرئيس السوريّ بشار الأسد والمسؤولين الآخرين، وهي متعلقة بمسألة التفاهم حول موضوع الانسحاب من الشمال السوري، سواء كان تدرجًا بالانسحاب أو تعهدًا بالانسحاب".وأردف توفيق بالقول: "هناك عقبة أيضًا ليست سهلة أبدًا أمام الجانب التركي، وهي متعلقة بإنهاء "حالة الإرهاب" بين قوسين، التي تراها دمشق ممثلة بالمسلحين السوريّين بعشرات الآلاف، الذين تديرهم تركيا في الشمال السوري".وختم توفيق بالقول: "بالنسبة لتركيا، هناك عقبة رئيسية متمثلة بمطالب تركيا، التي تريد أن تطمئنّ إلى عدم وجود أيّ تهديد لأمنها الوطنيّ والقوميّ القادم من الأراضي السورية، والتي هي خارج إطار سيطرة الدولة السورية حاليًا، والتي تديرها وترعاها قوات الاحتلال الأميركي، ممثلة بمشروع قسد وحزب العمال الكردستاني، ناهيك عن ملف اللاجئين الشائك الذي يُثقل على تركيا بشكل كبير".مرحلة جديدة في العلاقات السورية - التركيةمن جهته، قال الكاتب والمحلل السياسيّ أوكتاي يلماز لقناة "المشهد": "رغم كل الخلافات والصعوبات والعراقيل، أرى أنه يمكن عقد هذه القمة، والقمة لا تعني حل جميع الخلافات بين الطرفين، بل انعقادها بحدّ ذاته نجاح وبدء مرحلة جديدة في العلاقات بين الجانبين، الأمر الذي سيسهل حل أمور شائكة كثيرة، ويقدّم الحلول لكل هذه المشاكل".وتابع يلماز: "أعتقد أنّ موقف المعارضة السورية خصوصًا جناحها السياسي، والضغوط باتجاه عدم التقارب بين أنقرة ودمشق، كلها أمور ستؤخر انعقاد القمة، يعني أنّ الأجواء غير مسهّلة لمثل هذه القمة في القريب العاجل، حتى الأطراف الدولية مثل الولايات المتحدة، لا ترغب بالتأكيد بعقد مثل هذه القمة، ولا ترغب في حصول أيّ تقارب بين تركيا وسوريا، لأنّ أيّ تقارب بين الجانبين سيصعّب مهمة الولايات المتحدة في تقسيم المنطقة".وختم يلماز قائلًا: "حتى لو تأخرت هذه القمة، فهي ستُعقد من دون شك، ودور روسيا في هذا الملف، سيكون فاعلًا جدًا في الشأن السوري بشكل عام، وفي مسألة التقارب السوري - التركي".(المشهد)