بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا في الـ8 من ديسمبر الماضي، زادت مخاوف الطائفة العلوية التي كانت تُشكل الكتلة الأكبر في الجيش السوري والمؤسسات الأمنية خلال حقبة حكم آل الأسد.وتخشى هذه الطائفة من التعرض لعقاب جماعي، بسبب ما يُنسب لها من تجاوزات قام بها بعض المنتسبين للطائفة خلال الحقب السابقة وهو ما يضع الحكومة السورية الانتقالية أمام اختبار مُبكر خصوصًا بعد تعهدها بالتسامح مع كافة الأقليات في البلاد.مخاوف العلويينوفي التفاصيل، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، إنّ الطائفة العلوية تتعرض لهجمات كبيرة منذ 8 ديسمبر الماضي سواء من أنصار أحمد الشرع أو غيره ولكن لا أحد يريد أن يتحدث بالحقيقة.وأضاف في مقابلة مع قناة "المشهد" أن نحو 80 جريمة وقعت بحق الطائفة العلوية كان آخرها قبل ساعات لشاب من مدينة حمص حيث اختفى لأيام قبل أن يتم العثور على جثمانه، لافتا إلى مقتل شاب آخر في مدينة حماة ورفضوا تسليم أهله الجثمان.وأشار عبد الرحمن إلى مقتل نحو 157 شخصًا من أبناء الطائفة العلوية منذ سقوط بشار الأسد، مضيفًا "بالأمس تم تشييع جثمان 3 فلاحين من بينهم طفل من أسرة واحدة تم قتلهم من قبل مسلحين أجانب في مناطق العلويين وتحولت الجنازة إلى تظاهرة تطالب بحمايتهم من القتل".وأوضح أن هؤلاء الفلاحين كانوا يعملون في حقولهم ولم يشاركوا في أي عمليات عسكرية سواء مع نظام الأسد أو غيره من الفصائل المسلحة، مبينًا أن المقاتلين الأجانب يرون أن الطائفة العلوية كفار و"حلال" قتلهم.أزمة أخرى تحدث عنها مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، تتعلق بالعسكريين الذين كانوا في صفوف الجيش السوري خلال السنوات الماضية، قائلا "هناك 9 آلاف عسكري وضابط لم يرتكبوا أي جرائم حرب وهم كانوا يخدمون في مناطق البادية السورية والمناطق الريفية وهم الآن رهن الاعتقال".حماية دولية؟وأوضح مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن الإدارة الجديدة ترفض إطلاق سراحهم أو تسوية أوضاعهم أو حتى إعطاء كشف بأسمائهم، لافتا إلى أن الدفاع عن أبناء الطائفة العلوية الذين لم تتلوث أيديهم بالدماء مثلهم مثل باقي السوريين ليس دفاعا عن بشار الأسد.وأشار إلى اجتماع عدد من المنظمات الحقوقية في سويسرا من أجل بحث أوضاع العلويين في سوريا، خصوصًا بعد الانتهاكات التي وقعت بحقهم خلال الأسابيع الماضية.وقال عبد الرحمن إن الكثير من الموظفين التابعين للطائفة العلوية تم تسريحهم لمجرد أنهم فقط ينتمون لهذه الطائفة، لافتا إلى المخاطر الكبيرة التي تحيط بهذه الممارسات خصوصا أن الكثير من هذه العائلات تعاني فقرا شديدا حتى خلال فترة حكم الأسد.وكشف أن هناك بعض الأصوات التي تطالب بحماية دولية لأبناء الطائفة العلوية، مشيرا إلى خروج تظاهرة أمس في تركيا تطالب بتدخل تركيا لحماية العلوين.وأضاف "بعض أبناء الطائفة العلوية بدأوا في التواصل مع إسرائيل من أجل حمايتهم من النظام السوري الجديد"، مؤكدا ضرورة التدخل لوقف الانتهاكات.وأشار إلى أن المخاوف لدى أبناء الطائفة العلوية كبيرة ومنطقية، قائلا "إذا لم يكن أحمد الشرع قادرا على السيطرة على مقاتليه فهذه كارثة أما إذا كان قادرا على السيطرة عليهم ولكنه موافق على هذه الممارسات فهذه كارثة أكبر.وأكد عبد الرحمن أن تطبيق العدالة الانتقالية في سوريا هي السبيل للخروج من الأزمة الراهنة، قائلا "إما أن تكون سوريا لكافة أبناء الشعب السوري أو لا تكون سوريا".(المشهد)