قُتل عنصران على الأقل من "حزب الله" من جرّاء غارتين استهدفتا محيط مدينة بعلبك، التي تُعدّ معقل الحزب الرئيسيّ في شرق لبنان، وفق ما أفاد مصدران أمنيان، في ضربات هي الأولى في المنطقة منذ بدء التصعيد.وظهر الاثنين، قال الجيش الإسرائيليّ إنه "يقصف حاليًا أهدافًا إرهابية لـ"حزب الله" في عمق لبنان" مؤكدًا تنفيذ غارة على منطقة البقاع، فيما لم يصدر تعليق فوريّ من الجماعة اللبنانية المدعومة من إيران.وقال مصدر أمنيّ لوكالة فرانس برس، إنّ إحدى الغارات "استهدفت مبنًى تابعًا لمؤسسة مدنية في حزب الله في ضواحي مدينة بعلبك"، بينما استهدفت الثانية "مستودعًا" للحزب.وأسفر القصف عن "مقتل عنصرين من "حزب الله"، وفق ما أفاد مصدر أمنيّ ثانٍ فرانس برس. وأعلن الجيش الإسرائيليّ في تقرير أولي، أنه "يشنّ غارات في عمق لبنان تستهدف أهدافًا" لـ"حزب الله"، من دون تفاصيل أخرى. وتُعدّ الضربات أول استهداف إسرائيليّ لـ"حزب الله" خارج نطاق الجنوب منذ بدء تبادل إطلاق النار بين الطرفين على وقع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في قطاع غزة. وفي 2 يناير، استهدفت إسرائيل شقة في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل "حزب الله"، أسفرت عن مقتل نائب رئيس المكتب السياسيّ لحركة "حماس" صالح العاروري مع 6 من رفاقه. وجاءت الضربات على بعلبك الاثنين، بعد وقت قصير من إعلان حزب الله إسقاط "مسيّرة إسرائيلية كبيرة من نوع هرمس 450 بصاروخ أرض جو فوق منطقة إقليم التفاح" الواقعة على بعد قرابة 20 كلم من الحدود. ومنذ اليوم التالي للهجوم غير المسبوق الذي شنّته "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، تشهد الحدود اللبنانية تصعيدًا بين "حزب الله" والدولة العبرية. ويُعلن "حزب الله" استهداف مواقع وأجهزة تجسس وتجمّعات عسكرية إسرائيلية، دعمًا لغزة و"إسنادًا لمقاومتها". ويردّ الجيش الإسرائيليّ بقصف جوّي ومدفعيّ يقول إنه يستهدف "بنًى تحتية" للحزب وتحركات مقاتلين قرب الحدود.تصعيد كبيروشهد جنوب لبنان وشمال إسرائيل تصعيدًا كبيرًا في 14 فبراير مع شنّ الدولة العبرية سلسلة غارات جوية على بلدات عدة، أسفرت عن مقتل 10 مدنيّين على الأقل، إضافة إلى إصابة 5 عناصر من "حزب الله"، بينهم مسؤول عسكري. وجاء ذلك بعيد مقتل جندية إسرائيلية بصاروخ أُطلق من جنوب لبنان ولم تتبنّ أيّ جهة المسؤولية عنه. ودفع التصعيد خلال أكثر من 4 أشهر عشرات الآلاف من السكان على جانبَي الحدود إلى إخلاء منازلهم. وفي لبنان نزح أكثر من 89 ألفًا من بلداتهم خصوصًا الحدودية، في حين أسفر التصعيد عن مقتل 280 شخصًا على الأقل، بينهم 193 مقاتلًا من "حزب الله" و44 مدنيًا، وفق حصيلة جمعتها فرانس برس. وفي إسرائيل، أحصى الجيش مقتل 10 جنود و9 مدنيّين. وأثار التصعيد خشية محلية ودولية من توسّع تبادل القصف عبر الحدود إلى مواجهة واسعة بين "حزب الله" وإسرائيل، اللذين خاضا حربًا مدمرة صيف 2006. ويكرّر الحزب، التأكيد على أنّ وقف إسرائيل حربها في قطاع غزة هو وحده ما يوقف إطلاق النار من جنوب لبنان. إلا أنّ إسرائيل قالت الأحد على لسان وزير الدفاع يوآف غالانت، إنّ العمليات الإسرائيلية ضد "حزب الله" لن تتوقف، حتى وإن تم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار والإفراج عن الأسرى في غزة. (وكالات)