سلّط العدد القياسيّ من الهجمات الجوية الروسية على أوكرانيا خلال فترة العام الجديد، الضوء على كفاح كييف لتعزيز تكنولوجيا الحرب الإلكترونية، التي تهدف إلى التشويش وتحويل مسار طائرات بدون طيار، والصواريخ الروسية الموجهة، بحسب صحيفة "فايننشال تايمز" الأميركية.واستثمر الجانبان الروسيّ والأوكرانيّ بكثافة، في الأنظمة التي يُمكنها تحييد جيوش الطائرات من دون طيار لدى كل منهما، لكنّ موسكو تحتفظ بحصة الأسد لأنها ركّزت بالفعل على هذه القدرات قبل شنّ هجومها واسع النطاق على أوكرانيا، منذ ما يقرب من عامين. وقال قائد وحدة الطائرات من دون طيار الأوكرانية ميكولا كوليسنيك، إنّ مبارزات الحرب الإلكترونية مع القوات الروسية كانت شرسة ولا هوادة فيها خلال حرب روسيا وأوكرانيا.فيما أكد رئيس الحرب الإلكترونية والحرب السيبرانية في هيئة الأركان العامة الأوكرانية العقيد إيفان بافلينكو: "لقد أنتج الروس الكثير منها في الآونة الأخيرة، لدرجة أنها أصبحت تمثل تهديدًا كبيرًا". وأضاف أنه نظرًا لأنّ أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية، تتطلب مكونات عالية التقنية مثل مكبّرات الصوت وأجهزة التوليف والبرمجيات، فمن المهم أن يفرض الحلفاء الغربيون عقوبات على تلك المكونات. وقال بافلينكو إنّ موسكو استخدمت أيضًا قدراتها في الحرب الإلكترونية لتقليد إطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار، من أجل إرباك الدفاعات الجوية الأوكرانية وتحديد مواقعها. حماية إلكترونيةفي السياق نفسه، أسف أحد الجنود الأوكرانيّين، لعدم وجود حماية للحرب الإلكترونية في وحدته، التي تم القضاء عليها إلى حدّ كبير خلال أسابيع من القصف المكثّف على الجبهة الشرقية، حيث "تضربنا الطائرات الروسية من دون طيار مثل البعوض". وكتب القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية الجنرال فاليري زالوجني في صحيفة "الإيكونوميست" نوفمبر الماضي: "نحتاج.. إلى المزيد من الوصول إلى الاستخبارات الإلكترونية من حلفائنا، بما في ذلك البيانات من الأصول التي تجمع معلومات الإشارات الاستخبارية، وخطوط الإنتاج الموسعة لأنظمة الحرب الإلكترونية المضادة للطائرات من دون طيار داخل أوكرانيا وخارجها".وقد سارع الجانبان الروسيّ والأوكرانيّ إلى حماية القوات من خلال إقامة أنظمة حرب إلكترونية موقتة، والتي قال مهندس أوكرانيّ إنّ المتطوعين يجمعونها في المرائب.وقال جاك واتلينغ، من المعهد الملكيّ للخدمات المتحدة: "المشكلة هي أنّ الروس قادرون على نشر أنظمة الحرب الإلكترونية في معظم أنحاء الجبهة، وصولًا إلى مستوى الفصيلة في بعض الحالات عندما نتحدث عن أشياء مثل القطب 21". نقاط ضعف لروسياومع ذلك، فقد وجدت أوكرانيا بشكل دوريّ نقاط ضعف في الأسلحة الإلكترونية والدفاعات الجوية الروسية، ما سمح لطائراتها من دون طيار بضرب عمق الأراضي الروسية لضرب القواعد الجوية والمستودعات، وأهداف أخرى بما في ذلك الكرملين نفسه. وقبل أن تشن ضربات صاروخية بعيدة المدى على الأسطول الروسيّ في البحر الأسود في سيفاستوبول مؤخرًا، قامت قوات الكوماندوز الأوكرانية على متن زوارق سريعة، بتعطيل أنظمة الحرب الإلكترونية الروسية المثبتة على منصات النفط. ويعمل نظام بوكوفيل الأوكرانيّ الذي يمكن تركيبه على المركبات، على اكتشاف الطائرات من دون طيار، وتشويش نقل البيانات الخاصة بها، ويمكنه حجب أنظمة التوجيه عبر الأقمار الاصطناعية بما في ذلك نظام غلوناس الروسي. وقال بافلينكو إنه من المهم أن تكون الطائرات المقاتلة من طراز F-16 التي سيتم تسليمها قريبًا، والتي قدمها الحلفاء الغربيون، مجهزة بأنظمة الحرب الإلكترونية الحديثة، مضيفًا أنّ كييف تعمل مع الحلفاء بشأن هذا الطلب. وتباهى بأنّ أنظمة الحرب الإلكترونية الأوكرانية قد استُخدمت لالتقاط طائرات روسية من دون طيّار ثمينة، مثل أورلان، كما خدعت طائرات بدون طيار أخرى للعودة إلى روسيا. وقال بافلينكو إنه يمكن استخدام أوكرانيا كمختبر للحرب الإلكترونية، على الرغم من اعترافه بأنّ بعض الجيوش الغربية كانت مترددة في تبادل التكنولوجيا.(ترجمات)