تشهد جزيرة سانتوريني اليونانية، واحدة من أشهر الوجهات السياحية في العالم، موجة زلزالية غير مسبوقة، حيث ضربت أكثر من 200 هزة أرضية المنطقة خلال الأيام القليلة الماضية، ما دفع آلاف السكان والسياح إلى الفرار وسط تصاعد المخاوف من وقوع كارثة طبيعية وشيكة.تفاصيل زلزال سانتورينيمع استمرار الهزات الأرضية، أعلنت السلطات اليونانية حالة التأهب القصوى، وبدأ السكان والسياح والعمال بمغادرة جزيرة سانتوريني على متن العبارات والطائرات. وأعلنت شركة الخطوط الجوية اليونانية أنها ضاعفت عدد الرحلات الجوية من أثينا إلى سانتوريني خلال اليومين المقبلين، إلا أنّ الرحلات الجديدة بيعت بالكامل خلال ثوانٍ، وفقًا لوكلاء السفر. في الوقت نفسه، أكدت شركات العبارات أنها ستوفر خدمات إضافية نظرًا للطلب الكبير على تذاكر المغادرة، حيث يتزايد عدد الأشخاص الراغبين في مغادرة الجزيرة خوفًا من هزة أرضية مدمرة. نقلت صحيفة "بروتوثيما" اليونانية عن أحد السياح المكسيكيين قوله: "بكيت طوال الليل من شدة الخوف، لم أكن أعرف ماذا أفعل.. شعرنا أنّ الأرض لم تكن مستقرة أبدًا، كنا نحاول أن نهدئ أنفسنا، ولكن كيف يمكنك أن تكون هادئًا عندما تهتز الأرض مرارًا وتكرارًا؟" وجاءت أقوى هزة أرضية حتى الآن بقوة 4.8 درجة على مقياس ريختر يوم الاثنين الساعة 2:17 مساءً بالتوقيت المحلي، ما تسبب في انهيارات صخرية وأرضية في مناطق عدة بالجزيرة. وفي تحليل صادم، نشر عالم الزلازل جيراسيموس بابادوبولوس تحذيرًا قال فيه: "كل السيناريوهات مفتوحة.. عدد الهزات في تزايد، قوتها تتصاعد، ومراكز الزلازل تتحرك نحو الشمال الشرقي.. مستوى الخطر في ارتفاع مستمر!"كما صرح عالم الزلازل مانوليس سكورديليس في حديث إذاعي قائلًا: "يبدو أنّ خط الصدع الزلزالي استعاد نشاطه، ونحن نترقب زلزالًا بقوة ست درجات على مقياس ريختر.. لم نشهد بعد الزلزال الرئيسي!" زلزال سانتوريني أم بركان؟ مع تصاعد المخاوف من ثوران بركاني محتمل، أوضح العلماء أنّ النشاط الزلزالي الحالي تكتوني وليس بركانيًا، ما يقلل احتمال حدوث ثوران بركاني في الوقت الحالي. وبأمر من وزارة الحماية المدنية اليونانية، تم إغلاق جميع المدارس في سانتوريني والجزر المحيطة بها (إيوس، أنافي، وأمورجوس) حتى يوم الجمعة القادم، كإجراء احترازي لمنع وقوع إصابات بين الطلاب. كما نصحت السلطات السكان بـ: تجنب المباني القديمة والمهجورة خشية الانهيارات. عدم التجمّع بأعداد كبيرة في الأماكن المغلقة لتقليل المخاطر. البقاء بعيدًا عن الشواطئ والموانئ تحسبًا لحدوث تسونامي.ومع وصول فرق الإنقاذ والطوارئ إلى الجزيرة، بدأت السلطات في إعداد مناطق إجلاء ونصب الخيام في ملاعب مفتوحة، تحسبًا لأيّ طارئ. ولم يستبعد المسؤولون إرسال الجيش في حال تفاقم الأوضاع.وفي حالة حدوث تسونامي مفاجئ، طلبت السلطات من سكان سانتوريني التوجه إلى المناطق المرتفعة داخل الجزيرة، حيث تم إنشاء مناطق تجمع آمنة. التزموا بالهدوءمن بروكسل، حيث كان يحضر اجتماعا لقادة الاتحاد الأوروبي، طمأن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس سكان الجزيرة قائلًا: "نحن نتعامل مع ظاهرة جيولوجية خطيرة للغاية.. أطلب من الجميع أن يظلوا هادئين، وأن يلتزموا بإرشادات وزارة الحماية المدنية!" ولا تزال سانتوريني تحمل ذكريات الزلزال المدمر عام 1956، الذي بلغت قوته 7.7 درجة على مقياس ريختر، وضرب جزيرتي سانتوريني وأمورجوس، مما تسبب في: تسونامي مدمر بارتفاع 25 مترًا. مقتل 53 شخصًا وإصابة المئات. دمار واسع وانهيار آلاف المنازل.ورغم كل هذه التحذيرات، لا تزال سانتوريني تجذب ملايين السياح سنويًا، حيث زارها 3.5 مليون سائح في العام الماضي، ما يفوق عدد سكانها البالغ 20 ألف نسمة.ولكن مع استمرار سلسلة الزلازل العنيفة، يطرح السؤال نفسه: هل أصبحت سانتوريني وجهة خطرة؟ وهل نحن على وشك كارثة طبيعية جديدة؟ (المشهد)