شهدت الأيام القليلة الماضية تصعيدا في شمال إسرائيل بعد أن زادت حدة الهجمات التي ينفّذها "حزب الله" بواسطة الصواريخ والطائرات المسيّرة. وفي مقال للكاتب الإسرائيلي عاموس هاريل في صحيفة "هآرتس" العبرية اليسارية، اعتبر أن إسرائيل و"حزب الله" لا يريدان حرباً شاملة، ولكنهما من المحتمل أن يصلا إلى تلك المرحلة، وهو ما يرجع بحد كبير إلى سوء التقدير في الهجمات. وكما هو الحال في غزة، فإن إسرائيل لا تنجح في ترجمة التراكم الكبير من الإنجازات التكتيكية إلى "نصر إستراتيجي". وقال هاريل إنه في بداية الحرب، اتخذ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله قراراً بشنّ "جهد تشاركي" في الشمال، وبالتالي تقييد أعداد كبيرة من جنود الجيش الإسرائيلي ومساعدة "حماس" في غزة من دون الانجرار إلى مواجهة شاملة. فبعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأول في بداية ديسمبر الماضي، أعلن أنه سيستأنف الهجمات ولن يوقف إطلاق النار إلا عندما تنتهي الحرب في غزة."حرب شاملة"وبحسب الصحيفة فإن ما يثيره "حزب الله" عبر إجلاء 60 ألف إسرائيلي من منازلهم على طول الحدود، واستمرار سقوط القتلى في الشمال، وإطلاق عشرات الصواريخ والطائرات بدون طيار يوميا، يكفي لزيادة الإحباط الشعبي وزيادة الضغط على إسرائيل. ولا تزال الحكومة الإسرائيلية تدرس ردّها على أعلى المستويات السياسية والأمنية، لتكثيف الهجمات على "حزب الله" بشكل كبير على أمل جعله يتوقف عن إطلاق النار مع تجنب حرب شاملة. ويريد بعض وزراء حزب الليكود ووزراء اليمين المتطرف الذهاب إلى أبعد من ذلك وشن هجوم شامل ضد "حزب الله". بالنسبة للبعض منهم، من الضروري أيضًا قصف إيران ووضع حدّ للتهديد النووي، في حين أكد الكاتب أنه من الواضح أنهم ليس لديهم أدنى فكرة عن الوضع الحقيقي للجيش الإسرائيلي وقدراته.حرب مختلفة عن غزةومن المرجح أن تجد إسرائيل نفسها في حرب بلا شرعية دولية ومن دون دعم أميركي قوي، وفي ظل جيش منهك يكافح من أجل السيطرة على المنطقة. ويرى التحليل أنه يبدو أن الإسرائيليين لم يدركوا بعد الفرق من حيث الضرر الذي يمكن أن تسببه صواريخ "حزب الله" مقارنة بصواريخ "حماس". قُتل نحو 20 مدنياً نتيجة إطلاق الصواريخ من قطاع غزة في اليومين الأولين من الحرب، وهي كارثة قمعها الجمهور على خلفية مشاهد الهجوم غير المسبوق في البلدات الجنوبية وقواعد الجيش. ولكن عدد الصواريخ التي أطلقتها "حماس" في اليوم الأول وهي 5 آلاف صاروخ، من الممكن أن يكرره "حزب الله" كل يوم لمدة شهر. ومن الممكن جداً أن تكون تقديرات عشرات الآلاف من الضحايا في العمق جراء الحرب مع "حزب الله" مبالغاً فيها، في حين أوضح الكاتب إن مدن شمال ووسط إسرائيل ستواجه تهديداً على نطاق وكثافة لم يسبق لهما مثيل في الماضي. ويركز التحليل على أن محاولة وزير الدفاع يوآف غالانت في الترويج لفكرة إنشاء هيئة حكم بديلة لـ"حماس" لا تبدو احتمالات نجاحها جيدة للغاية. ويقول الكاتب إنه على الأرض في غزة، فإن "حماس" لا تنكسر. وأضاف أن غياب الأهداف الواضحة في الحرب يؤدي إلى تفاقم مشاعر الإرهاق والاستنزاف في كل من الوحدات الاحتياطية والنظامية في الجيش الإسرائيلي.(ترجمات)