تعقد تركيا اجتماعًا في العاصمة القطرية الدوحة اليوم السبت مع روسيا وإيران، في محاولة لإيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة السورية وتجنب الفوضى على الحدود الجنوبية لتركيا. ويأتي هذا الاجتماع ضمن إطار صيغة أستانا التي تهدف إلى تهدئة النزاع السوري، على الرغم من اختلاف مواقف الدول الثلاث على الأرض. تضارب المصالح موسكو وطهران: دعمتا الرئيس السوري بشار الأسد عسكريًا وساهمتا في القضاء على المعارضة المسلحة.أنقرة: رغم عدم مشاركتها المباشرة في العمليات العسكرية، دعمت تقدم الفصائل المسلحة التي سيطرت مؤخرًا على مناطق حلب وحماة، وفق تصريحات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي أشار إلى دعم تركيا لتحركات الفصائل المسلحة متمنيًا وصولها إلى دمشق.وتواجه تركيا وضعًا معقدًا بسبب حدودها المشتركة مع سوريا التي تمتد لأكثر من 900 كيلومتر، ووجود أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري على أراضيها.يرى المحلل هاميش كينير أن تغير موازين القوى في سوريا يمثل "فرصة وخطرًا" لتركيا.وأشارت الباحثة غونول تول إلى أن تركيا تسعى لتحقيق الاستقرار وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين، لكنها قد تضغط باتجاه تشكيل حكومة انتقالية بدون الأسد، مع دمج بعض عناصر النظام الحالي والمعارضة. دور تركي خفيتشير تقارير إلى أن تركيا، رغم علاقاتها "المعقدة" مع هيئة تحرير الشام التي تقود الهجوم الحالي في سوريا، كانت على علم بالاستعدادات العسكرية الجارية وأعطت الضوء الأخضر لها.وأكد الباحث عمر أوكبليتش أن تركيا تتبع سياسة حذرة، حيث لا تدعو إلى الإطاحة الكاملة بنظام الأسد، خشية حدوث فراغ قد تستفيد منه تنظيمات مثل داعش والمقاتلين الأكراد.الموقف الروسي والإيرانيوفق محللين، بدأت كل من روسيا وإيران تظهران استياءً من الأسد بسبب مماطلته في التوصل إلى اتفاقات مع تركيا وأطراف أخرى.أبدى فلاديمير بوتين امتعاضه من عدم تجاوب الأسد مع الجهود الروسية.من جانبها، قد تكون إيران مستعدة للتفاوض مع فريق جديد بعد ملاحظتها دعم الأسد الفاتر في قضايا حساسة، مثل مقتل حسن نصرالله، الأمين العام لـ"حزب الله"، الذي لعب دورًا كبيرًا في دعم الحكومة السورية.فرصة لتحديد المصير ويرى محللون أن اجتماع الدوحة قد يحدد مستقبل الرئيس السوري، خصوصًا مع جلوس وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قبالة نظيره التركي هاكان فيدان، الذي يُعرف بخبرته الواسعة في الملف السوري بفضل عمله السابق كرئيس لأجهزة الاستخبارات التركية. سنان أولغن، الباحث في مركز كارنيغي أوروبا، أشار إلى أن فيدان يتمتع بعلاقات قوية مع الأطراف المعنية، بما في ذلك الجماعات المسلحة والميليشيات العاملة على الأرض، مما يعزز فرص التوصل إلى اتفاق خلال الاجتماع. (أ ف ب)