تحدّثت وسائل إعلام مصرية عن بدء إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة لإعادة إعمار غزة، بعد أيام من رفض إسرائيل السماح بدخولها.وكشفت مقاطع فيديو نشرتها قناة "القاهرة الأخبارية" عن بدء دخول معدات ثقيلة من جانب معبر رفح المصري تمهيدًا لدخوله إلى الجانب الفلسطيني، للمشاركة في رفع الأنقاض وإعادة الإعمار في القطاع الذي دمرته الحرب الإسرائيلية. فيما قال مسؤول إسرائيلي كبير اليوم الثلاثاء إن إسرائيل بدأت في السماح بدخول المنازل المتنقلة ومعدات البناء الثقيلة إلى غزة بطريقة خاضعة للرقابة في الوقت الذي تسعى فيه لتسريع الإفراج عن 6 أسرى أحياء. وأضاف "يبذل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو جهودا هائلة لتأمين إطلاق سراح الأسرى الستة الأحياء الذين ما زالوا كجزء من المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، وكذلك 4 أسرى قُتلوا في الأسر". وبحسب قناة "تايمز أوف إسرائيل"، فإنه وبموجب الاتفاق وافقت إسرائيل على السماح للمنازل المتنقلة ومعدات البناء بالدخول إلى غزة بعد عمليات تفتيش صارمة. ووفقاً للمفاوضات، وبشرط أن تلتزم "حماس" بالاتفاق، ستبدأ إسرائيل بالسماح لدخول هذه المعدات "بطريقة خاضعة للرقابة وعلى مراحل". ووفقًا للاتفاق، من المقرر أن تفرج "حماس" عن جثث 4 أسرى يوم الخميس و3 أسرى أحياء يوم السبت المقبل. تطوّر إيجابي ومن هنا، قال مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسين هريدي، في تصريح لمنصة "المشهد" إن السماح بإدخال المعدات الثقيلة إلى قطاع غزة هو "تطوّر مرحّب به". وأشار إلى انتشار أنباء أمس الاثنين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تؤكد أنه يعارض ذلك، لكن "الوساطة المصرية والقطرية نجحت في التغلب على هذا الاعتراض من جانب نتانياهو والذي كان الغرض منه هو الضغط على "حماس" من أجل الإسراع في الإفراج عن الأسرى الأحياء المتبقين وجثث الذين قُتلوا في غزة". وقدّر هريدي أن ذلك جاء بتفاهم بين إسرائيل و"حماس" عبر الوسطاء لتسهيل دخول المعدات الثقيلة كتوطئة للبدء في رفع الركام. وقال "نأمل في مرحلة لاحقة البدء في إعادة الإعمار والذي هو جزء من البروتوكول الإنساني".وفي الأسبوع الماضي، هدّدت "حماس" بعدم المضي قدما في الإفراج عن الدفعة السادسة من الأسرى إذا ما استمرت إسرائيل في عرقلة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار أو تنفيذ البروتوكول الإنساني في القطاع. وقال هريدي "أما بالنسبة لخطة إعادة الإعمار والوقوف أمام أي مساعي لتهجير الفلسطينيين قسراً، علينا أن ننتظر اجتماع القمة الخماسية في الرياض خلال هذا الأسبوع ثم القمة العربية الطارئة في القاهرة". وأكد أنّ هذين الاجتماعين، سيبحثان أسس الاتفاق بصفة نهائية على خطة عدة الإعمار التي قامت مصر بإعدادها استعدادا لعرضها ومناقشتها مع الجانب الأميركي.وأضاف هريدي "ننتظر رد فعل الجانب الأميركي. من الممكن أن يوافق عليها ومن الممكن أيضا أن يطلب إدخال مساعدات أيضا".وشدد على ضرورة عدم الإسراع في الاستنتاجات لأن الأمر كله يتوقف على موقف واشنطن. واعتبر هريدي أن اللقاء الذي جرى بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الاثنين في المملكة العربية السعودية، من الممكن أن يكون قد عرض الموقف السعودي المتماهي مع الموقف العربي الرافض للتهجير القسري لسكان غزة. وشدد على أن موقف السعودية في هذا الشأن سيكون له تأثير كبير على قرار الإدارة الأميركية النهائية في هذا الموضوع."جريمة حرب" بدوره، قال المحلل السياسي والخبير في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور إن خطة ترامب تقوم على أساس "ترانسفير" وعلى أساس الترحيل وهي "جريمة حرب" بحد ذاتها ومرفوضة. وأكد منصور في حديثه لمنصة "المشهد" أن الموقفين المصري والأردني يستندان لإرث كبير من المواقف وأهمها الوقوف في وجه صفقة القرن. وأضاف أن مصير سكان غزة حاليا معلّق بثباتهم على أرضهم وانتمائهم لبلدهم وهو الركيزة الأساسية في تحديد مستقبلهم. وقال منصور إن "هذا الانتماء وهذه المواقف العربية تحتاج إلى إسناد أي أن يُخلق لها جسرا يربطها بالواقع الصعب".واعتبر منصور أن خطة الرئيس الأميركي بُنيت على أساس أن غزة غير قابلة للسكن وهي منطقة طاردة تنعدم فيها كل وسائل الحياة وأيضا تحكمها جهة غير مقبولة عالميا وإسرائيليا ومن الولايات المتحدة أيضا. وقال "مصير مستقبل غزة وسكانها مرهون بهذه الثغرات، أي أن يتم التوافق الفلسطيني على آلية لإدارة القطاع تكون قادرة على استقطاب الدعم والتواصل مع العالم ومنفتحة عليه مع سحب ذريعة تجديد الحرب من نتانياهو". وأكد أن ذلك هي مسؤولية فلسطينية وعربية، لافتا إلى أن مسألة الإعمار مرتبط بوجود جهة تحكم غزة مقبولة للفلسطينيين وتعبر عن إرادتهم الجماعية وليس عن تنظيم او جهة ما. وشدد منصور على أن الفلسطينيين أمام امتحان صعب والخطة المصرية والقمة الخماسية وبعدها القمة العربية ستضع نوعًا من التصور الشامل لهذه القضية، والتي ستجعل من غزة في النهاية رغم كل الكوارث التي عاشها بعيدًا عن مسألة التهجير. وأكد أن الأفكار الإسرائيلية والخطط التي تحاول أن تترجم خطه ترامب وتستخدمها كمظلة لتمرير أفكار اليمين ومشروعه القائم على الترحيل ومنها تشكيل الهيئة في وزارة الدفاع الإسرائيلية لتشجيع الهجرة من غزة وتسهيلها. وقال منصور "اليمين الإسرائيلي غير صامت ولا ينتظر. عمليًا هو يتحرك تحت مظلة هذه الخطة".(المشهد)