السياسيّ المثير للجدل، لقب يُمكن إطلاقه على المرشّح للانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2024، والرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب. فغالبًا ما يتصدّر الأخير عناوين الصحف بتصريحاته المثيرة وحياته الصاخبة، من الاتهامات الموجهة إليه بشأن قضيّة ممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيلز، إلى محاولة الاغتيال التي تعرّض لها أخيرًا وغيرها من الأحداث. ويأمل الجمهوريّ ترامب الذي ترشّح على أمل الفوز بولاية رئاسية جديدة، بأن يتمكّن من التغلّب على منافسته الديمقراطية كامالا هاريس، خصوصًا وأنّ استطلاعات الرأي تشير إلى أنّ المنافسة باتت متقاربة جدًّا بين المرشّحين، بعد انسحاب الرئيس الحالي جو بايدن من السباق. منافسة شديدة على الرغم من المنافسة الشديدة، تُظهر استطلاعات الرأي أنّ السباق بين ترامب وهاريس متقارب للغاية. وأنّ ديناميكية المنافسة تغيرت بشكل كبير بعد انسحاب بايدن. فاستطلاعات الرأي تشير إلى أنّ هاريس قد استعادت بعض الدعم من القواعد الديمقراطية التقليدية، ما جعل السباق أكثر احتدامًا ممّا كان عليه في المواجهة بين بايدن وترامب. وفقًا لاستطلاعات جديدة، يتفوق ترامب بفارق ضئيل على هاريس، مع تقدم هاريس بشكل أكبر بين الناخبين الشباب والأقليات. وتعتمد النتائج النهائية بشكل كبير على الأداء الانتخابيّ في ولايات محورية مثل ميشيغان وبنسلفانيا وويسكونسن، حيث تتقارب نسب التأييد بين ترامب وهاريس. وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة، أنّ ترامب يتمتع بتأييد يفوق ما كان عليه في معظم فترات حياته السياسية، ما قد يؤثر على مسار الانتخابات الرئاسية المقبلة.ترامب الرئيس فترة رئاسة دونالد ترامب التي امتدّت من 2017 إلى 2021 كانت مليئة بالأحداث والتغييرات الجذرية في السياسة الأميركية. خلال ولايته، ركز ترامب على تنفيذ سياسات "أميركا أولًا"، التي سعت إلى إعادة التفاوض على الصفقات التجارية، مثل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (NAFTA) واستبدالها باتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا (USMCA). قام بتخفيض الضرائب على الشركات والأفراد، ما ساهم في تعزيز الاقتصاد الأميركيّ لفترة، ولكن أدى أيضًا إلى زيادة العجز في الميزانية. في السياسة الخارجية، اتخذ ترامب مواقف حازمة تجاه الصين وإيران، ونجح في التفاوض على اتفاقيات تطبيع بين إسرائيل ودول عربية عدّة. اتسمت نهاية ولايته بنوع من العنف بعدما اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول في محاولة لمنع تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ما أثار جدلًا واسعًا حول دوره في التحريض على الشغب، وتقويض الديمقراطية الأميركية.من هو دونالد ترامب؟وُلد دونالد ترامب في 14 يونيو 1946 في كوينز، نيويورك، لعائلة تعمل في مجال العقارات. كان الإبن الرابع لثريّ العقارات النيويوركيّ فريد ترامب وزوجته ماري مكلاود. كان والده، فريد ترامب، مطورًا عقاريًّا ناجحًا، ما وفر لدونالد ترامب خلفية قوية في مجال الأعمال منذ صغره. تربى في بيئة ذات توجهات اقتصادية وتجارية، ما أثر على تطلعاته المهنية المستقبلية. انخرط ترامب في مدرسة كيو-فوريست في نيويورك، ولكنه انتقل منها ليدرس في مدرسة نيويورك العسكرية. التحق ترامب في عام 1964 بجامعة فوردهام في ضاحية برونكس في نيويورك، حيث قضى سنتين قبل أن ينتقل إلى كلية وارتون للتجارة وإدارة الأموال، التابعة لجامعة بنسيلفانيا. حصل ترامب من كلية وارتون للتجارة وإدارة الأموال التابعة لجامعة بنسيلفانيا، على شهادة في الاقتصاد. انضم ترامب إلى شركة والده (اليزابيث ترامب وابنها)، التي ركزت على تطوير العقارات السكنية في أحياء الطبقة المتوسطة في نيويورك، وقد كان يدير مجموعة من الشقق المؤجرة في نيويورك، كما كان يعمل مع والده في تنفيذ مشروع سكنيّ في مدينة سينسيناتي بولاية أوهايو. عُيّن ترامب مديرًا لشركة والده في عام 1971، وقام مباشرة بتغيير اسمها إلى "مؤسسة ترامب". سعى ترامب إلى تغيير مجال تخصص الشركة، من المباني السكنية إلى مجال تشييد المباني التجارية الذي اشتُهر به. في السبعينيات، قرر ترامب نقل اهتماماته التجارية إلى مانهاتن، حيث بدأ بتطوير مشاريع كبيرة، مثل فندق "غراند حياة" و"ترامب تاور". ساهمت هذه المشاريع في بناء سمعته كمطوّر عقاريّ طموح، وقادر على إنجاز مشاريع معقدة. "ترامب تاور"، الذي افتُتح في عام 1983، أصبح رمزًا لعلامته التجارية، وشهد انتقاله من مجرد رجل أعمال إلى شخصية عامة معروفة. في الثمانينيات والتسعينيات، وسّع ترامب نطاق أعماله ليشمل كازينوهات في أتلانتيك سيتي، بالإضافة إلى مشاريع أخرى متنوعة مثل خطوط الطيران والأعمال الإعلامية. رغم النجاحات، تعرضت بعض مشاريعه للفشل، ما أدى إلى إعلان إفلاسه مرات عدة، لكنه تمكن من العودة إلى السوق والتعافي ماليًا. في عام 2004، زاد ترامب من شهرته على مستوى الولايات المتحدة من خلال برنامجه التلفزيونيّ الواقعيّ "ذا أبرينتس". البرنامج عزز صورته كرجل أعمال قاسٍ، وعُرفت عبارته الشهيرة "أنت مطرود" على نطاق واسع، ما جعله اسمًا مألوفًا في كل بيت أميركي. بعد سنوات من الإشارة إلى رغبته في دخول السياسة، أعلن ترامب في يونيو 2015 عن ترشحه للرئاسة كمرشح جمهوري، معتمدًا على حملة تركزت على الشعارات الشعبوية، مثل، "جعل أميركا عظيمة مرة أخرى". رغم التوقعات المتواضعة في البداية، نجح ترامب في حشد دعم واسع من الناخبين الغاضبين من الوضع السياسيّ القائم، وفاز بترشيح الحزب الجمهوري. تولى ترامب منصب الرئيس في يناير 2017. خلال فترة ولايته، نفذ عددًا من السياسات التي كانت محل جدل واسع، مثل الحظر المفروض على سفر مواطني دول معينة ذات غالبية مسلمة، وسياسة "صفر تسامح" تجاه الهجرة غير الشرعية، إضافة إلى قراراته بشأن الانسحاب من اتفاقيات دولية مثل اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النوويّ الإيراني. في ديسمبر 2019، أصبح ترامب ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يُعزل من قبل مجلس النواب، وذلك بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة الكونغرس. وتم تبرئته لاحقًا من قبل مجلس الشيوخ. تم عزله مرة ثانية في يناير 2021 بعد أحداث اقتحام مبنى الكابيتول من قبل أنصاره، في محاولة لمنع تصديق الكونغرس على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2020. بعد مغادرته البيت الأبيض، استمر ترامب في التأثير على السياسة الأميركية نوعًا ما، حيث بقي شخصية مركزية في الحزب الجمهوري. أطلق منصة تواصل اجتماعيّ خاصة به للتواصل مع أنصاره. يواجه ترامب تحقيقات وقضايا قانونية عدة، متعلقة بأعماله التجارية وتصرفاته خلال فترة رئاسته، بما في ذلك التدخل في الانتخابات الرئاسية، ومحاولة التأثير على نتائجها في بعض الولايات. (المشهد)