اقترحت إسرائيل أن يغادر كبار قادة "حماس" غزة، كجزء من اتفاق أوسع لوقف إطلاق النار، حسبما قال مسؤولان مطّلعان على المناقشات الجارية لشبكة "سي إن إن" الأميركية. ويأتي هذا الاقتراح الاستثنائي، في الوقت الذي تكافح فيه إسرائيل لتحقيق هدفها المعلن المتمثل في تدمير "حماس" بالكامل. وعلى الرغم من حربها التي دامت 4 أشهر تقريبًا، فشلت إسرائيل في القبض أو قتل أيّ من كبار قادة "حماس"، فيما لم تتأثر كثيرًا قوة "حماس" القتالية، وفقًا للتقديرات الإسرائيلية. وعلى الرغم من أنّ المقترح يوفر ممرًا آمنًا لخروج كبار قادة "حماس" من غزة، إلا أنه قد يضعف قبضة "حماس" على القطاع، ويسمح أيضًا لإسرائيل بمواصلة تعقّب القادة في الخارج، بحسب ما تقول "سي إن إن". ومن المعروف أنّ كبار مسؤولي "حماس" يعيشون في قطر ولبنان، من بين أماكن أخرى خارج الأراضي الفلسطينية. وأدت غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر، إلى مقتل قائد كبير في "حماس" في بيروت. وبحسب الشبكة الأميركية، تمت مناقشة المقترح كجزء من مفاوضات وقف إطلاق النار الأوسع، مرتين على الأقل في الأسابيع الأخيرة، مرة في الشهر الماضي في وارسو من قبل رئيس المخابرات الإسرائيلية "الموساد" ديفيد بارنيا، ثم مرة أخرى هذا الشهر في الدوحة مع وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن. ويأتي هذا المقترح وسط موجة من النشاط الدبلوماسيّ لمحاولة التوصل إلى وقف طويل للقتال، وإطلاق سراح الأسرى الذين يُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة في غزة. ويسافر كبير مسؤولي البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط، بريت ماكغورك، إلى مصر وقطر هذا الأسبوع، لإجراء مزيد من المحادثات. وقال مسؤولون أميركيون ودوليون مطلعون على المفاوضات، إنّ مشاركة إسرائيل و"حماس" في المحادثات أمر مشجع، لكن لا يبدو أنّ التوصل إلى اتفاق وشيك.الاقتراح "لن ينجح أبدًا" وقد أثير اقتراح خروج زعماء "حماس" من غزة في ديسمبر الماضي، من قبل كبير مسؤولي الاستخبارات الإسرائيلية، عندما التقى مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية بيل بيرنز، ورئيس الوزراء القطريّ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الذي عمل كوسيط مع "حماس". وقال المسؤول المطلع على المناقشات في الاجتماعات، إنّ الأمر أثير مرة أخرى عندما كان بلينكن في العاصمة القطرية في وقت سابق من هذا الشهر. وقال المسؤول إنّ آل ثاني أخبر بلينكن في ذلك الاجتماع، أنّ الفكرة الإسرائيلية "لن تنجح أبدًا"، ويعود ذلك جزئيًا إلى عدم ثقة "حماس" في أنّ إسرائيل ستنهي في الواقع عملياتها في غزة حتى بعد مغادرة قيادتها. ومن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل قد حددت في المناقشات الخاصة أسماء قادة "حماس" الذين تأمل في مغادرتهم غزة، إلا أنه لا يوجد هدف أكبر من يحيى السنوار، زعيم "حماس" في غزة، وفقًا لـ"سي إن إن". ويعتقد المسؤولون الأميركيون أنه من غير المرجح أن يوافق السنوار ومن حوله على مغادرة غزة، مفضّلين بدلًا من ذلك الموت في قتال عدوّهم اللدود. ولم تخفِ إسرائيل نيّتها الاستمرار في مطاردة قادة "حماس" لفترة طويلة بعد انتهاء الحرب. وقال نتانياهو في نوفمبر، إنه "أمر الموساد بالعمل ضد قادة (حماس) أينما كانوا". (ترجمات)