قُتل 13 مدنيًا خلال جمعهم الكمأة، من جرّاء انفجار لغم من مخلّفات تنظيم "داعش" في شمال سوريا، وفق ما أحصى المرصد السوريّ لحقوق الانسان الأحد، في حادثة تتكرر سنويًا خلال موسم جمع الثمرة الصحراوية. وأفاد المرصد عن "مقتل 13 مواطنًا، بينهم نساء، من أبناء عشيرة واحدة، من جرّاء انفجار لغم أرضيّ من مخلفات تنظيم "داعش"، أثناء بحثهم عن الكمأة" في بادية الرصافة في الريف الغربيّ لمحافظة الرقة. وخلال سيطرته على مناطق واسعة بدءًا من العام 2014، شكّلت الرقة المعقل الأبرز للتنظيم المتطرف في سوريا حتى طرده من المحافظة في العام 2017. وخلال موسم جمع الكمأة الممتد بين فبراير وأبريل، يتكرر سقوط قتلى من جرّاء انفجار الألغام، مع انصراف السكان إلى جمعها من مناطق صحراوية شاسعة خضعت سابقًا لسيطرة التنظيم، الذي اعتمد زراعة الألغام كاستراتيجية أساسية خلال سنوات سيطرته حتى دحره من آخر معاقله عام 2019.وانكفأ التنظيم إثر ذلك الى البادية المترامية الأطراف، والتي يشن منها هجمات دامية ومباغتة، تستهدف جنودًا ومقاتلين. ويستغل التنظيم انصراف السكان في المناطق المتاخمة للبادية، الى جمع الكمأة المعروفة بجودة أنواعها في سوريا، من أجل شنّ هجمات، تتخللها عمليات إطلاق رصاص وإعدامات، أوقعت عشرات القتلى خلال العام الماضي. ورغم المخاطر وتحذير السلطات الأمنية، يواصل السكان جمع الكمأة، نظرًا لأنها تباع بسعر مرتفع، ما يفسّر الإقبال على جمعها في ظل ظروف اقتصادية صعبة تعصف بسوريا بعد 13 عامًا من الحرب. وتعدّ الأجسام المتفجرة وضمنها الألغام من الملفات الشائكة المرتبطة بالحرب السورية التي توشك على إنهاء عامها الـ13. ولا يبدو خطر التصدي لها سهلًا في بلد يشهد نزاعًا معقّدًا أودى بأكثر من نصف مليون شخص، واتبعت خلاله أطراف عدّة استراتيجية زرع الألغام في مختلف المناطق.(أ ف ب)