قال باحثون إنّ أموال "حزب الله" بدأت تنفد، حيث يعطل الهجوم الإسرائيليّ المستمر منذ أسابيع ضد الجماعة المدعومة من إيران، 3 من مصادرها الرئيسية للنقد.وحدّد باحثون مقيمون في الولايات المتحدة ولبنان، وتقارير وزارة الخزانة الأميركية المصدر النقديّ الرئيسيّ لـ"حزب الله"، على أنه "القرض الحسن"، وهي مؤسسة لبنانية شبه مصرفية تديرها الجماعة التي صنفتها واشنطن منظمة "إرهابية"، من دون ترخيص مصرفيّ حكومي، وفق موقع "صوت أميركا". وأكدوا أنّ المصادر النقدية الأخرى للمجموعة تشمل البنوك التجارية اللبنانية المُفلسة ولكن المرخصة، ووصول الطائرات الحاملة للنقد إلى مطار بيروت. وصعّد الجيش الإسرائيليّ هجماته على قادة "حزب الله" ومنشآته سبتمبر الماضي، بعد 11 شهرا من الحدّ من ردوده على هجمات الجماعة اليومية على شمال إسرائيل دعمًا لحركة "حماس". مؤسسة "القرض الحسن"وقال مركز معلومات الاستخبارات والإرهاب الإسرائيلي، وهو مجموعة أبحاث غير حكومية من قدامى المحاربين في مجتمع الاستخبارات الإسرائيلي، إنّ "حزب الله"، أسس "القرض الحسن" منذ عام 1982، لتنمو وتصبح مؤسسة رئيسية لها فروع في الضاحية الجنوبية معقل الحزب في جنوب بيروت، وأجزاء أخرى تهيمن عليها الجماعة في لبنان. وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على المؤسسة عام 2007. وفي إعلان عام 2021 عن فرض مزيد من العقوبات على موظفي "القرض الحسن"، قالت إنّ المؤسسة جمعت نحو نصف مليار دولار. وتضررت مؤسسة "القرض الحسن" من الغارات الجوية الإسرائيلية الأولية على أهداف لـ"حزب الله" في الضاحية في أواخر سبتمبر. وفي تقرير صدر باللغة العربية في 30 سبتمبر، قالت قناة "إم تي في لبنان"، إنّ الغارات الجوية الإسرائيلية استهدفت "مراكز تخزين النقود" التابعة لـ"حزب الله"، بما في ذلك جزء كبير من خزائن "القرض الحسن"، تاركة الجماعة في ما وصفته بـ"أزمة مالية".وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، هلال خشان، إنّ إسرائيل "دمّرت" معظم فروع مؤسسة "القرض الحسن" في الغارات الجوية. وأضاف أنّ "حزب الله" يواجه "مشكلة مالية خطيرة للغاية. إنه غير قادر على دفع رواتب الأفراد العاديّين الذين فروا من منازلهم ويحتاجون إلى إطعام أسرهم". وأشار إعلان لوزارة الخزانة في عام 2021، إلى فرض عقوبات على 6 من موظفي المؤسسة، لاستخدامهم حسابات شخصية في بنوك لبنانية مرخصة، لتحويل أكثر من 500 مليون دولار من وإلى "القرض الحسن" على مدار العقد الماضي. وقالت الوزارة إنّ هذا النشاط أتاح للمؤسسة الوصول إلى النظام الماليّ الدولي، من خلال الحسابات الشخصية للموظفين في البنوك اللبنانية. وقال المسؤول السابق في وزارتَي الدفاع والخارجية الأميركية ديفيد آشر، إنّ الجماعة في "ورطة عميقة"، لأنها تفقد أيضًا إمكانية الوصول إلى النظام المصرفيّ اللبناني. وأكد أنه على اتصال بمصادر مصرفية في لبنان جندتها الولايات المتحدة على مر السنين لتقديم معلومات عن "حزب الله".تجفيف منابع التمويلوفقًا لآشر وخشان، فإنّ مصدر تمويل آخر لـ"حزب الله" جفّ، وهو شحنات نقدية على متن طائرات متجهة إلى مطار بيروت، وخصوصًا من إيران. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيليّ دانيال هاغاري للصحفيّين في 27 سبتمبر، إنّ الطائرات الحربية الإسرائيلية بدأت في القيام بدوريات في المجال الجوّي لمطار بيروت، ولن تسمح للرحلات المعادية التي تحمل أسلحة بالهبوط في منشأة مدنية. في اليوم التالي، قالت وزارة النقل اللبنانية لوسائل الإعلام المحلية والغربية، إنها أمرت طائرة إيرانية متجهة إلى بيروت بالابتعاد عن المجال الجوّي اللبناني. وعزت الوزارة هذه الخطوة إلى تحذير إسرائيليّ لبرج مراقبة الحركة الجوية في بيروت، من أنّ إسرائيل ستستخدم القوة إذا هبطت الطائرة هناك. وقال خشان إنّ إيران اعتادت تنظيم رحلات منتظمة من طهران إلى بيروت لتهريب الأموال إلى "حزب الله" من دون المرور عبر دائرة الجمارك التابعة للحكومة اللبنانية. ولقت إلى أنّ نقص الأموال لدى "حزب الله"، من غير المرجح أن يمنع الآلاف من عناصره من محاربة القوات الإسرائيلية في أيّ وقت قريب.(ترجمات)