وسط حالة الفوضى في قطاع غزة، يواجه الوسطاء معارضة من الجانبين الفلسطينيّ والإسرائيلي، أثناء محاولتهم التفاوض على وقف الحرب بين إسرائيل و"حماس" قبل بداية شهر رمضان.وصرّح ضباط في الجيش الإسرائيلي، رفضوا ذكر هويتهم، لصحيفة "تايمز"، أنهم مهتمون بإنهاء العمليات والاستعداد لشهر متوتر في الضفة الغربية، وليس هناك أيّ معنى لبدء عملية كبيرة الآن، حيث قد يكون وقف إطلاق النار قاب قوسين أو أدنى.ويُجري الجيش الإسرائيليّ مناورات واسعة النطاق منذ الأسبوع الماضي، تحت مراقبة قائده العام الفريق هرتسي هاليفي، استعدادًا لاحتمال اندلاع أعمال عنف في الضفة الغربية خلال شهر رمضان، الذي يبدأ مع غروب شمس الأحد المقبل.وفي هذه الأثناء، يبحث ممثلو إسرائيل و"حماس"، في محادثات مع وسطاء مصريّين وقطريّين وأميركيّين، اتفاقًا بشأن وقف مؤقت لإطلاق النار، وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليّين المحتجزين لدى "حماس"منذ ما يقرب من خمسة أشهر.وستحدد الأيام الـ7 المقبلة مستقبل الحرب في غزة، ومن الممكن أن يتيح اتفاق الأسرى فترة راحة لمدة شهر على الأقل، وتوزيعًا أكثر تنظيمًا للإمدادات المطلوبة بشدة في غزة، وربما يؤدي إلى محادثات حول وقف إطلاق نار أكثر استدامة ومفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيّين.ويرى ضباط إسرائيليون أنّ الفشل في التوصل إلى اتفاق، لا يعني المزيد من إراقة الدماء في غزة فحسب، بل أيضًا احتمال اندلاع اشتباكات عنيفة في الضفة الغربية، وفي القدس، وحول المسجد الأقصى، ومن الممكن أن ينتشر هذا داخل المجتمعات الإسلامية في إسرائيل أيضًا، كما حدث قبل 3 سنوات.وكان الزعيم السياسيّ لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، قد أصدر يوم الأربعاء الماضي، دعوة للأهالي في القدس والضفة الغربية للتوجه إلى المسجد الأقصى اعتبارًا من أول يوم من شهر رمضان.الخطوط العريضة للصفقةوقالت مصادر مصرية يوم السبت الماضي، إنّ محادثات استئناف وقف إطلاق النار ستُعقد صباح اليوم الأحد في القاهرة، حيث سيتم الاتفاق على الإطار الأساسيّ للصفقة، ضمن التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع في غزة، مقابل إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليّين، وسيتم مبادلتهم بأسرى فلسطينيّين بنسبة 10 فلسطينيّين لكل إسرائيلي.ولا يزال هناك عدد من النقاط الشائكة. حيث تصرّ "حماس" على أنه خلال وقف إطلاق النار المؤقت، يجب أن تزيل إسرائيل طوقها العسكريّ الذي يفصل مدينة غزة عن بقية القطاع، بينما ترفض إسرائيل السماح لـ "حماس" بإعادة وجودها العسكريّ في المدينة.وتهدد الأحزاب اليمينية المتطرفة في إدارة نتانياهو بالانسحاب من ائتلافه إذا تضمن اتفاق الأسرى هدنة طويلة، حيث قال بتسلئيل سموتريش، وزير المالية وزعيم الحزب الصهيونيّ الديني، يوم الأحد الماضي، إنّ الأسرى ليسوا الشيء الأكثر أهمية، وأصر على أن تستمر إسرائيل في نقل القتال إلى "حماس".وفي السياق ذاته، يعارض زميله المتشدد، وزير الأمن القوميّ إيتامار بن غفير، زعيم حزب القوة اليهودية، الصفقة، ويبدو مصممًا على زيادة التوترات خلال شهر رمضان. حيث أصر قبل أسبوعين، على تقييد دخول المسلمين إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان. وفي الجانب الفلسطيني، امتنع زعيم حركة "حماس" يحيى السنوار، عن الردّ على فريق التفاوض، ولا يزال المفاوضون المصريون والقطريون يأملون في أن تنجح المحادثات قبل شهر رمضان، كما يفعل الأميركيون الذين يستثمرون بشدة في المحادثات.(ترجمات)