لطالما نفت طهران علمها أو مشاركتها بأي شكل من الأشكال في هجوم 7 أكتوبر 2023. واليوم، تتهم إيران "حماس" بالأنانية. إلى ذلك، صرح نائب الرئيس الإيراني محمد جواد ظريف بأن هجوم 7 أكتوبر "أجهض فرصة اجتماع كان مقررًا مع الأميركيين لتجديد خطة العمل الشاملة المشتركة يوم 9 أكتوبر". كما انتقد ظريف "حماس"، معتبرًا أن حلفاء طهران في المنطقة غالبًا ما يتصرفون لأنفسهم، حتى لو كان ذلك على حساب إيران."حماس" وإيرانوفي هذا الشأن، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نزال للإعلامي معتز عبد الفتاح في برنامج استوديو العرب الذي يُعرض على قناة ومنصة "المشهد": "ما قاله الدكتور محمد جواد ظريف يؤكد ما كان قد قاله في وقت سابق المسؤولون الإيرانيون وفي مقدمتهم مرشد الثورة علي خامنئي، بأنهم لم يكونوا على علم بعملية 7 أكتوبر، وكان من الطبيعي أن لا تبلغ حركة "حماس" أي جهة من الجهات بهذه العملية، نتيجة خصوصية هذه الأخيرة من الناحية الأمنية"، مضيفا:عملية 7 أكتوبر هي إجراء أمني، وعدم إطلاع أي جهة عليها ليس له أي علاقة بالثقة أو عدم الثقة بهذه الجهة أو تلك، وليست له علاقة بمتانة العلاقة بين الأطراف.هذا الإجراء كان طبيعيًا ولا يعكس موقفًا أنانيًا من قبل "حماس"، علمًا أن مصطلح الأنانية لم أستمع إليه في حديث الدكتور محمد جواد ظريف، وكل ما ننشده يتعلق بالمصلحة العليا للقضية الفلسطينية.نحن نقع تحت الاحتلال الصهيوني الغاشم، بالتالي من حق المقاومة الفلسطينية أن تقاوم هذا الاحتلال وفقًا لظروفها ووفقًا للمعطيات الموجودة عندها، وهذا لا يمثل أي أنانية أو أي تشكيك بأي طرف من الأطراف.المشكلة ليست بيننا وبين إيران، المشكلة تتعلق باتهامات الإدارة الأميركية والصهوينية المتكررة لإيران، بأنها هي من تسعى إلى تأجيج الوضع في المنطقة وإشعال المنطقة.حل الدولتينوأضاف: "لا أرى لمشروع حل الدولتين أي أفق سياسي، فنحن نعلم أن الكنيست داخل الكيان الصهيوني قد أقر مشروع قانون يمنع إنشاء دولة فلسطينية مستقلة، بالتالي هذه المسألة عليها إجماع صهيوني ومهما بلغت البراغماتية عند ترامب، فإنه لن يمارس أي ضغوط في هذا الاتجاه".وأردف بالقول: "الحل الوحيد من وجهة نظر "حماس" سيكون استمرار المقاومة المسلحة، وأعتقد أن هذا الصراع سيبقى مفتوحًا ولا إمكانية فيه لأي حلول سياسية، لأن الكيان الصهيوني يتجه إلى إلغاء أي أفق للحلول وهو أعلن الحرب على الشعب الفلسطيني سواء في غزة أو في الضفة الغربية كما نرى حاليًا".وعن وضع "حماس" حاليًا بعد كل التطورات التي شهدتها القوى المساندة لها في المنطقة، قال نزال: "إذا أردنا أن نجري تقييمًا موضوعيًا لعملية 7 أكتوبر وإذا رأينا المشهد الحالي، نرى بوضوح لا يخفى على أحد أن الشعب الفلسطيني بعد 7 أكتوبر أثبت أنه لا يزال صامدًا حيًا وثابتًا، ولا تزال القضية الفلسطينية تتقدم على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، خصوصًا بعد 7 أكتوبر".اتفاق وقف إطلاق النارواستطرد قائلًا: "لقد فرضت القضية الفلسطينية نفسها على الأجندة الإقليمية والدولية، إضافة إلى ذلك تم جر الكيان الصهيوني إلى محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية وجره إلى محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب مجازر جماعية ضد الشعب الفلسطيني يتحمل مسؤوليتها نتانياهو بصفته رئيسًا للوزراء وغالانت المستقيل بصفته وزيرًا للحرب، بالتالي أستطيع أن أقول على الرغم من الآلام وعلى الرغم من المذابح الجماعية، القضية الفلسطينية اليوم في موقف متقدم، وقد عكس الاتفاق الذي تم توقيعه في الدوحة بين الأطراف المعنية أن المقاومة استطاعت أن تفرض هذا الاتفاق وأن كل اللاءات التي وضعها نتانياهو لم تجد طريقًا لها".وختم قائلًا: "بتقديري الشخصي، اتفاق وقف إطلاق النار سيصمد، إذ لا مصلحة للكيان الصهيوني في الاستمرار في الحرب بشكل مفتوح، لأن العالم الآن والأطراف الدولية والإقليمية لا تريد للحرب في قطاع غزة أن تعود مرة أخرى، ونحن نعلم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد فرض هذه الاتفاقية على نتانياهو، وأرسل مبعوثه ستيف ويتكوف الذي أبلغ الأخير بشكل واضح أنه لا بد من التوقيع على هذه الاتفاقية، بالتالي أستطيع القول إن الظروف المحيطة الآن، تحتم على نتانياهو أن يسير في هذا المسار".(المشهد)