تضغط مصر والوسطاء الدوليون على "حماس" للتنحي عن إدارة غزة بعد الحرب، تزامنًا مع خطط لإعادة الإعمار. لكنّ القيادي في الحركة أسامة حمدان أكد أنّ "حماس" لن تتنازل عن وجودها في القطاع تحت أيّ تفاهمات، مشددًا على أنّ "أيّ جهة تحل محل إسرائيل في غزة ستُعامل بالمقاومة كما تُعامل تل أبيب". وبحسب المراقبين، هذه التصريحات تزيد من تعقيد المساعي الدولية لإيجاد حل سياسي لما بعد الحرب.اليوم التالي للحربوللوقوف على آخر المستجدات في هذا الشأن، قال عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" محمد نزال للإعلامي طوني خليفة في برنامج "استوديو العرب" الذي يُعرض على قناة ومنصة "المشهد": "إذا أردنا اليوم أن نتحدث عن اليوم التالي للحرب، ينبغي أن نكون واضحين وشفافين وصريحين في التعامل مع هذه القضية الحساسة جدًا".وتابع قائلًا: "حركة حماس ليست متمسكة بإدارة قطاع غزة وقد أعلنت عن ذلك بوضوح، حيث قالت إما أن نذهب إلى انتخابات حرة ونزيهة وشاملة في انتخاب سلطة فلسطينية جديدة ونقبل بما تفرزه صناديق الإقتراع، ولكن إذا كان من المتعذر إجراء انتخابات في مرحلة انتقالية لأيّ سبب من الأسباب فنحن مع الذهاب إلى توافق وطني".توافق وطنيوأردف يقول: "ملف التوافق الوطني طرحنا له صيغة واضحة، وهي تشكيل لجنة للإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب، حتى أنّ هذا التصور طرح من قبلنا على الإخوة في السلطة المصرية، كما طرح على حركة "فتح" ووافقت عليه مصر وشاركت أيضَا في صياغة ورقة لجنة الإسناد المجتمعي، ولكنّ حركة "فتح" رفضت المشروع وتمسكت بفكرة أنها هي التي ينبغي أن تدير قطاع غزة".إلى ذلك، أكد محمد نزال:حركة "حماس" طرحت مقترح تشكيل لجنة للإسناد المجتمعي لإدارة قطاع غزة بعد الحرب. اللجنة تتكون من 10 إلى 15 شخصية فلسطينية مستقلة وتكنوقراط لا ينتمون إلى أيّ فصيل. تشمل مهامها إعادة الإعمار وإغاثة الشعب الفلسطيني وتقديم الخدمات المدنية."حماس" لا تحتكر إدارة القطاع، لكنها ترى أنّ أيّ سلطة تحكم غزة ينبغي أن تكون نتاج انتخابات فلسطينية جديدة.رفض نزع السلاح ومواصلة المقاومةوبشأن "سلاح المقاومة"، شدد نزال على أنّ "حماس" والفصائل الفلسطينية لن تتخلّى عن سلاحها طالما الاحتلال الإسرائيلي قائم، موضحًا أنّ وقف إطلاق النار لا يعني الاستسلام أو التخلي عن خيار المقاومة. وأكد أن ّتاريخ حركات المقاومة لم يشهد تسليم السلاح من دون تحقيق الأهداف السياسية، ولن يكون هناك استثناء في الحالة الفلسطينية.وحول جهود إعادة الإعمار، رفض نزال مقايضة السلاح بإعادة الإعمار، معتبرًا ذلك ابتزازًا سياسيًا غير مقبول، وأكد أنّ قطاع غزة أعيد إعماره بعد حروب سابقة، مثل حرب 2014، من دون فرض شروط تتعلق بنزع السلاح. كما أشار إلى أنّ أيّ ضغوط عربية أو دولية لن تدفع "حماس" للتخلي عن سلاحها ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي يضمن دولة فلسطينية مستقلة.وفي ختام حديثه، أكد نزال أنّ "حماس" مستعدة للتخلي عن إدارة غزة لصالح لجنة مستقلة، لكنها لن تتفاوض على سلاح المقاومة، مشيرًا إلى أنّ هذا الموقف يحظى بإجماع الفصائل الفلسطينية، وهو ما أُبلغ به جميع الأطراف العربية والدولية.(المشهد)