مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر، يرى الناخبون الأميركيون تهديدات جديدة في سواحل عدة على البحر الأبيض المتوسط والبحر الأسود والبحر الأحمر وصولا إلى تايوان في المحيط الهادئ.ويُنذر الوضع بالسوء ولكنه أبعد ما يكون عن اليأس، حيث لا يزال لدى الدبلوماسيين الأميركيين الوقت لتبديد العواصف المتجمعة إذا تحلّوا بالجرأة، وفق مجلة "ناشيونال إنترست". مع سفنها وطائراتها الجديدة، تعمل الصين على تجميع قوتها العسكرية لطرد الولايات المتحدة من غرب المحيط الهادئ، وربما تصبح القوة المتفوقة في العالم. وفي الوقت الحالي، فإن المنافسة في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين هي دبلوماسية واقتصادية وتكنولوجية، لكن هذه الحرب الباردة الجديدة قد تصبح ساخنة فجأة. وفي حرب الاستنزاف بين موسكو وكييف، فإن حرب الخنادق تمنح سكان واقتصاد روسيا ميزة حاسمة، في حين يُعرّض تراجع الدعم العسكري الأميركي مستقبل أحدث ديمقراطية في أوروبا للخطر. وتعمل روسيا والصين على توحيد القارة الأوراسية الشاسعة ضد الغرب، وتعتمد موسكو على بكين في الحصول على الذخيرة وقذائف المدفعية ومعدات الاستشعار المتطورة. فيما تحصل الصين المتعطشة للموارد على النفط والفحم والقمح والأسلحة المتطورة من روسيا. وتخوض إيران ووكلاؤها "حماس" و"حزب الله" و"الحوثيون" وغيرهم، صراعاً دموياً من أجل الهيمنة الإقليمية ضد إسرائيل والولايات المتحدة. ويهاجم "الحوثيون" السفن الحربية الأميركية في البحر الأحمر بينما تواصل "حماس" احتجاز الأسرى الإسرائيليين. ولدى إيران أهداف استراتيجية عدة منها: إخراج القوات الأميركية من المنطقة.جعل المواقع الأميركية في العراق وسوريا غير قابلة للدفاع عنها. السيطرة على حركة المرور البحرية في البحر الأحمر. حرب مدمّرةإن الحرب التي تشنها إسرائيل ضد "حماس"، تُعرض الاقتصاد العالمي للخطر، وتُهدد بتوسيع نطاق الحرب الإقليمية وتغذي التطرف العالمي. وبحسب المجلة، فمن المؤكد أن الحرب ستنجح في القضاء على قيادة "حماس" العسكرية والسياسية وكسر سلسلة قيادتها وتدمير قدرتها على العمل كمنظمة "إرهابية". ولتحقيق سلام دائم، يتعين على إسرائيل أن تستبدل فلسفة "حماس"، التي لها جذور عميقة بين السكان الفلسطينيين بشيء آخر. وقالت المجلة إن هذا ممكن شريطة استيفاء بعض الشروط، والتي منها الشجاعة السياسية داخل الطبقة السياسية في إسرائيل، التي تأخذ بعين الاعتبار مستقبل الأجيال اليهودية التي تعيش في الدولة الأكثر ديمقراطية في المنطقة.ويتعين على نتانياهو أن يُوافق على نقل السيطرة على قطاع غزة بعد الحرب إلى سلطة فلسطينية متجددة ولكن منزوعة السلاح. يجب على رئيس وزراء إسرائيل الحالي أو المقبل أن يوافق على إعادة بناء المدن المدمرة وتدريب الشرطة وخدمات الطوارئ بالتنسيق مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية، وهذا من شأنه أيضاً أن يجنب السلطة الفلسطينية العودة إلى غزة بقافلة إسرائيلية. ويتعين على قادة إسرائيل أن يقترحوا خطة سلام شجاعة مع الفلسطينيين، والتي تم تحديدها بالفعل في اتفاقيات أبراهام. فرص عمل ورخاءإن التركيز على النمو الاقتصادي سوف يساعد كافة الإسرائيليين وجيرانهم الفلسطينيين، ومن شأن الوظائف الجديدة والأمل المتجدد أن ينشط الشباب الفلسطيني الذين يرغبون في التعلم والعمل وتكوين أسر والعيش بكرامة. ومع الفرص الجديدة، سيتحوّل الفلسطينيون تدريجياً من البطالة والغضب إلى العمل والأمل. وأكدت المجلة أنه على الدول العربية العمل جنباً إلى جنب مع الأميركيين والأوروبيين لإعادة بناء غزة، وأن تتبرأ من الأيديولوجيات التي لا تؤدي إلا إلى تقسيم الناس وعرقلة الرخاء. ويجب على واشنطن أن تستجمع قواها لإيجاد إجماع بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي ضد إيران. ولا تشكل طهران مجرد تهديد مستمر للسلام في الشرق الأوسط، ولكن وكلاءها قتلوا 2 من قوات البحرية الأميركية و3 جنود في آخر شهرين. ولفتت المجلة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة أن تكون حامية اتفاقيات أبراهام لأن الرخاء المشترك هو السبيل الوحيد لضمان السلام الدائم.(ترجمات)