دانت الحكومة العراقية، اليوم الثلاثاء، الضربات الأميركية على مواقع عسكرية داخل العرق، في تصاعد للتوتّر الذي تشهده المنطقة منذ بداية هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، وردّ تل أبيب. وذكر المكتب الإعلاميّ لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان تلقت وسائل الإعلام نسخة منه، أنّ "الحكومة العراقية تؤكد أنها تتعامل، عبر قواتها الأمنية بكلّ صنوفها ومؤسساتها الدستورية وسلطاتها القانونية كافة، بحزم إزاء قيام بعض العناصر بالاعتداء على مقارّ البعثات الدبلوماسية الأجنبية، أو الأماكن التي يوجد فيها المستشارون العسكريون من الدول الصديقة، وقد سبق أن تمّ تشخيص هذه الاعتداءات على أنها أعمال عدائية تمسّ بسيادة الدولة العراقية، ومن غير المقبول أن تُرتكب وفق أيّ ظرف كان أو تحت أيّ مسمًّى أو مبرّر".وأضاف البيان، أنّ "ما جرى فجر اليوم الثلاثاء من استهداف مواقع عسكرية عراقية من قبل الجانب الأميركيّ تحت عنوان الرد، وأدى إلى وفاة منتسب وإصابة 18 آخرين من ضمنهم مدنيون، وهو فعل عدائيّ واضح، وغير بنّاء، ولا يصبّ في مسار المصالح المشتركة طويلة الأمد، في بسط الأمن والاستقرار، ويعمل بالضدّ مما هو معلن من رغبة الجانب الأميركيّ في تعزيز العلاقات مع العراق".ولفت إلى أنّ "هذه الخطوة تسيء إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، وستعمل على تعقيد سبل الوصول إلى تفاهمات عبر الحوار المشترك لإنهاء وجود التحالف الدولي، وهي، قبل كل شيء، تمثّل مساسًا مرفوضًا بالسيادة العراقية".وتابع البيان، "لقد نجحت قواتنا الأمنية في بسط الأمن والاستقرار بربوع بلادنا، وتحقق الانتصار على عصابات داعش الإرهابية، التي لم تعد تشكل تهديدًا للأمن الوطنيّ العراقي، وبالتالي فإنّ المحافظة على ثمار هذا الانتصار من صلب أولوياتنا الأمنية والاستراتيجية، ولن نسمح لأيّ طرف بالمساس بما تحقّق وترسّخ عبر آلاف التضحيات الغالية".استهداف منشآت تابعة لكتائب "حزب الله"وأعلن البيت الأبيض أنّ الجيش الأميركيّ استهدف 3 منشآت تابعة لـ "كتائب حزب الله" في العراق، ردّاً على هجوم طال قاعدة عسكرية للتحالف الدولي. وأضاف في بيان صادر عن متحدثة مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أدريان واتسون، الثلاثاء، أنّ 3 جنود أميركيّين أصيبوا من جرّاء هجوم بطائرة مسيّرة على قاعدة عسكرية نفّذته "كتائب حزب الله" الموالية لإيران، صباح أمس الاثنين. وأوضح البيان أنّ الرئيس جو بايدن أصدر تعليمات بـ "الردّ بالمثل" على الهجوم، حيث استهدف الجيش الأميركيّ 3 منشآت تابعة لـ "كتائب حزب الله" في العراق، من دون مزيد من التفاصيل. من جانبها، قالت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" في بيان، "ردّا على الهجمات المتعددة ضدّ قوات التحالف في العراق وسوريا، نفذت القوات العسكرية الأميركية غارات جوية ضدّ منشآت متعددة تستخدمها كتائب "حزب الله" والجماعات التابعة لها في العراق الساعة 8:45 مساءً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (3:45 ت.غ) يوم 25 ديسمبر الجاري". وأضافت القيادة أنّ الغارات الجوية دمرت المنشآت المستهدفة، ورجّحت أنها قتلت عددًا من مقاتلي "كتائب حزب الله"، مشددّا على عدم تضرر أيّ مدنيّين. ونقل البيان عن قائد القيادة المركزية الجنرال مايكل إريك كوريلا، قوله: "هذه الضربات تهدف إلى محاسبة تلك العناصر المسؤولة بشكل مباشر عن الهجمات على قوات التحالف في العراق وسوريا، وتقليل قدرتها على مواصلة الهجمات، سنحمي قواتنا دائمًا". من جانبه، أعلن وزير الدفاع الأميركيّ لويد أوستن، أنّ الضربات "الضرورية والمتناسبة" نُفذت بتوجيه من الرئيس بايدن على 3 منشآت تستخدمها "كتائب حزب الله" والجماعات التابعة لها في العراق. وقال أوستن في بيان: "هذه الضربات الدقيقة هي ردّ على سلسلة من الهجمات ضدّ أفراد أميركيّين في العراق وسوريا من قبل الميليشيات التي ترعاها إيران، بما في ذلك هجوم شنته كتائب "حزب الله" التابعة لإيران والجماعات التابعة لها على قاعدة أربيل الجوية في وقت سابق اليوم". وذكر أنّ "الهدف من الهجوم كان تعطيل وإضعاف قدرات المليشيات المتحالفة مع إيران المسؤولة بشكل مباشر عنه، والذي أدّى إلى إصابة 3 جنود أميركيّين، فيما أحد أفراد الخدمة حالته حرجة".ضربة قرب مطار أربيلومساء الاثنين، أفادت وكالة الأنباء العراقية نقلًا عن الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء قوات خاصة يحيى رسول، بوقوع إصابات وتعطّل العمل في مطار أربيل المدنيّ (شمال)، إثر "سقوط طائرة مسيّرة مفخخة بالقرب منه".وقال رسول إنّ "جماعات خارجة عن القانون (من دون تحديدها) تحاول الاعتداء على القواعد العراقية، التي يوجد في قسم منها مستشارو قوات التحالف الدولي، من بينها ما حصل في الساعة 15:50 (بالتوقيت المحلي)، الاثنين، من خلال إرسال طائرة مسيّرة مفخخة، بالقرب من مطار أربيل المدني". وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت حكومة إقليم كردستان شمال العراق، تعرّض قاعدة تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضدّ تنظيم "داعش"، لهجوم بطائرة مسيّرة مفخخة. وسبق أن أعلن تشكيل يسمّى "المقاومة الإسلامية العراقية"، المعروف بأنه أحد المليشيات الشيعية الموالية لإيران في العراق، في بيانات، عن تنفيذه هجمات على قاعدة التحالف في مطار عين الأسد ومطار أربيل غربيّ العراق، وكذلك على تلّ البيدر شمال سوريا، وقاعدة التنف جنوب سوريا. وتضامنًا مع قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة، شنت جماعات موالية لإيران، بينها "حزب الله" في لبنان و"الحوثيون" في اليمن، وجماعات أخرى في العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية.(المشهد)