حذّر برنامج الأغذية العالمي من أنّ الحرب الدائرة في السودان منذ نحو 11 شهرًا، قد تخلف أكبر أزمة جوع في العالم، في بلد يشهد أساسًا أكبر أزمة نزوح على المستوى الدولي.وقالت مديرة برنامج الأغذية العالمي سيندي ماكين، إنّ المعارك التي أوقعت آلاف القتلى وأدت الى نزوح 8 ملايين شخص "تهدد حياة الملايين، كما تهدد السلام والاستقرار في المنطقة بكاملها".وتابعت: "قبل 20 عامًا، شهد دارفور أكبر أزمة جوع في العالم، ووحّد العالم آنذاك جهوده لمواجهتها ولكنّ السودانيّين منسيون اليوم"."الجيش يتحمل المسؤولية"وللحديث عن هذا الموضوع، تواصلت قناة ومنصة "المشهد" مع الباحث والكاتب السودانيّ الموجود في الدوحة عمار صدّيق، الذي أكد أنّ المشكلة في السودان كبيرة جدًا والمعاناة كبيرة، وأعداد اللاجئين والنازحين بالملايين داخل وخارج السودان.وحمّل صدّيق مسؤولية ما يجري لقائد الجيش السودانيّ عبد الفتاح البرهان، الذي يمنع دخول المساعدات إلى بعض المناطق، معتبرًا أنّ الأمر قد يرقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية.وأكد صديق أنّ قوات الدعم السريع بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو لا تمنع تدفق المساعدات، وحتى أنّ الحديث عن سيطرتها على مستودعات أسلحة كلام غير صحيح، فهي تمتلك السلاح الذي يكفي لأكثر من 10 سنوات.وأضاف صدّيق أنّ قوات الدعم السريع موافقة على كل الترتيبات التي تُقدم لحل الأزمة الإنسانية في البلاد، والجيش هو من يضع العراقيل، بينما هي تثق بالمجتمع الدوليّ والمنظمات الأممية ودول الجوار.وقال صدّيق إنّ الجيش يستخدم الطيران لقصف المدنيّين، والدعم السريع هو دائمًا صاحب المبادرات، سواء في الحلول الشاملة ووقف إطلاق النار وغيرها، والجيش يمانع ويماطل."التنازلات من طرف واحد لا تكفي"من جهته، أكد رئيس تحرير صحيفة التيار السودانية عثمان ميرغني لـ"المشهد"، أنّ الحدود في دارفور المحاذية لدولة تشاد، ليست بيد الجيش، والجيش لا يستطيع أن يمنع أو يسمح بدخول المساعدات عبرها.واعتبر ميرغني أنّ الجيش قد يوافق على فتح المطارات الداخلية الآمنة، ولكن ليس كلّها الموجودة في ميدان حرب، حيث هناك تهديد.وقال ميرغني إنه لإنقاذ الشعب السودانيّ ووصول المساعدات، لا بد من إنهاء الحرب تمامًا، وأيّ حديث آخر عن إيصال مساعدات أو فتح ممرات آمنة، لن يجدي نفعًا، لأنّ مناطق النزاع لا تتوافر فيها أيّ مقوّمات تضمن وصول أيّ شيء للمستحقين.واعتبر ميرغني أنّ الأرقام أكبر بكثير مما تُفصح عنه المنظمات الإنسانية، وأنّ كل الشعب تحت خط المجاعة.واعتبر مرغني أنّ تقديم التنازلات من طرف واحد لا يكفي، والمطلوب الوصول إلى اتفاق. ولو انخرط الطرفان في محادثات سياسية جادة يمكن الوصول لحل، فالمسافة ليست بعيدة في حال هناك إرادة للحل وليس للفوز العسكري.طفل يموت كل ساعتينويؤكد برنامج الأغذية العالمي، أنّ أقل من "5% من السودانيّين يستطيعون أن يوفروا لأنفسهم وجبة كاملة" في الوقت الراهن.وتقول منظمة أطباء بلا حدود، إنّ طفلًا يموت كل ساعتين في مخيم زمزم للاجئين في دارفور. وفي جنوب السودان إلى حيث لجأ 600 الف شخص هربًا من الحرب، "يعاني طفل من كل 5 أطفال في مراكز الايواء عند الحدود سوء التغذية"، بحسب ماكين. ويعاني 18 مليون سودانيّ انعدام الأمن الغذائيّ الحاد، وصار 5 ملايين منهم أو أكثر على شفا المجاعة، في حين يعاني العاملون في مجال الاغاثة الانسانية الذين يساعدونهم، صعوبات في التنقل ونقصًا كبيرًا في التمويل.(المشهد)