أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أنه أبدى رغبته في لقاء الرئيس السوري بشار الأسد من أجل إعادة بناء العلاقات بين البلدين، مؤكدا أن تركيا تنتظر الآن الرد من دمشق على هذه الدعوة.وفي خطوة غير متوقعة، صرح إردوغان بأنه قدّم دعوة للرئيس الأسد لعقد لقاء، سواء في تركيا أو في دولة ثالثة، وأوضح أن وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، مُكلّف بترتيب هذا اللقاء. وقال إردوغان للصحفيين قبل توجهه إلى الولايات المتحدة، حيث سيشارك في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة: قلنا إننا نريد عقد لقاء مع بشار الأسد من أجل تطبيع العلاقات بين تركيا وسوريا، والآن ننتظر الرد المناسب من جانب دمشق. نحن مستعدون لذلك نريد أن يكون هناك تضامن ووحدة بين دولنا الإسلامية وشعوبها، وآمل أن يحدث هذا بفضل هذا الاجتماع. أزمة عمرها 12 عاما تأتي هذه الخطوة بعد سنوات من التوترات بين البلدين منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011. وتسعى تركيا، التي دعمت المعارضة السورية الآن إلى تغيير موقفها وإعادة العلاقات مع دمشق، في ظل التغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة. ورحبت موسكو بمسار التطبيع بين تركيا وسوريا، واعتبرته خطوة حيوية للوصول إلى حل شامل للأزمة السورية، وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن تعزيز العلاقات بين البلدين سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، وهو ما يتماشى مع مواقف روسيا الداعمة لتسوية النزاع السوري.شروط دمشق من جانبها، وضعت الحكومة السورية شروطا لتطبيع العلاقات مع تركيا، حيث شددت على ضرورة عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 2011، بالإضافة إلى التزام تركيا بمكافحة "المجموعات الإرهابية" التي تهدد أمن سوريا وتركيا على حد سواء. التحديات التي تواجه مسار التطبيع بين تركيا وسوريا عديدة ومعقدة، فإلى جانب الخلافات السياسية، هناك قضايا أمنية تتعلق بوجود الجماعات المسلحة ومصير اللاجئين السوريين في تركيا، كما أن موقف المعارضة السورية المدعومة من أنقرة قد يعقد أي مسار لتقارب حقيقي بين الجانبين. (وكالات)