اشتكى الرئيس الأميركي دونالد ترامب من عدم إقبال الأوروبيين على المنتجات الزراعية الأميركية، مطالبًا إياهم بشراء المزيد من السلع الغذائية الأميركية، وسط عقبات سوقية وصحية ونباتية وسياسية لا يمكن أن تتجاوزها أوروبا.وفي تقرير مفصّل نشرته صحيفة "بوليتيكو" الإيطالية، فنّدت العقبات التي تمنع الأوروبيين من شراء منتوجات الولايات المتحدة الغذائية.قيود صحية تفرضها أوروبا: طعام أميركا غير صحيببساطة، القيود الصحية الأوروبية، وليس الرسوم الجمركية، هي السبب في بقاء معظم الأغذية الأميركية خارج الأسواق الأوروبية.فقد أكّد تقرير الصحيفة أنّه لا يمكن لأوروبا ببساطة استيراد معظم المنتجات الزراعية الأميركية، حيث تعترضها عقبات طهوية وصحية نباتية وسياسية. من لحم البقر القادم من تكساس، إلى الدجاج من كنتاكي، والحليب من ويسكونسن، والقمح من كانساس، مشددةً على أنّ المنتجات الزراعية الأميركية تواجه قيودًا صارمة في السوق الأوروبية، في هذا الإطار. إضافة إلى ذلك، فإن المفوضين الأوروبيين الجدد للزراعة ورعاية الحيوان، كريستوف هانسن وأوليفر فارهيلي، يخططان لفرض لوائح أكثر صرامة على واردات الأغذية الزراعية.وذكرت الصحيفة أنّ الولايات المتحدة تفتقر إلى المنتجات المتخصصة، باستثناء بعض أنواع النبيذ من كاليفورنيا. أما أوروبا، فهي فسيفساء من المزارع الصغيرة المتنوعة إقليميًا، مما يمنحها ميزة في الأطعمة التقليدية. هذا، وتمتلك أوروبا 5 أضعاف العلامات التجارية ذات "المؤشرات الجغرافية" مقارنة بالولايات المتحدة، مما يسمح لمزارعيها بتحويل المحاصيل العادية إلى منتجات فاخرة.نتيجة لذلك، يشتري الأميركيون المنتجات الأوروبية أكثر مما يحدث العكس. فبينما يقبل الأميركيون على تناول المنتجات الأوروبية المميزة، يجد الأوروبيون أنّ الطعام الأميركي غني بالدهون، مالح، سكري، أو كحولي أكثر من اللازم.بعبارة أخرى، حتى لو أراد الاتحاد الأوروبي شراء المنتجات الزراعية الأميركية، فإن السوق لا تحتاج إليها حقًا.وكان ترامب اشتكى في وقت سابق من هذا الشهر أمام الصحفيين في فلوريدا قائلاً: "إنهم لا يأخذون منتجاتنا الزراعية، لا يأخذون شيئًا تقريبًا، بينما نأخذ كل شيء منهم، كميات هائلة من الغذاء والمنتجات الزراعية"، مشيرًا إلى العجز التجاري الأميركي مع أوروبا في قطاع الأغذية الزراعية، والذي يبلغ 18 مليار يورو.حقل ألغام تجاري بين أوروبا وأميركاالتباعد في السياسات الزراعية بين الولايات المتحدة وأوروبا خلق عقبات تجارية ضخمة، وليس مجرد خلافات على الرسوم الجمركية.لحم البقر الأميركي مقيد بحصة سنوية لا تتجاوز 35,000 طن متري، بسبب الحظر الأوروبي على اللحوم المعالجة بالهرمونات.الدواجن الأميركية ممنوعة إلى حد كبير لأن الولايات المتحدة تعتمد على غسيل الدجاج بمطهرات مضادة للميكروبات، وهي تقنية يعتبرها الاتحاد الأوروبي غير مقبولة.المحاصيل المعدلة وراثيًا، التي تعد عنصرًا أساسيًا في قطاع الزراعة الأميركي، تواجه قيودًا صارمة في أوروبا.المبيدات الحشرية هي نقطة خلاف أخرى. أكثر من 70 نوعًا من المبيدات المحظورة في الاتحاد الأوروبي لا تزال تستخدم على نطاق واسع في الزراعة الأميركية.إلى ذلك، فإنّ زيادة واردات الغذاء الأميركي ستثير غضب الأوروبيين، خصوصًا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في بولندا ورومانيا، وهما من أكبر الدول الزراعية في أوروبا، إضافة إلى انتخابات كبرى في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا خلال العامين المقبلين.في النهاية، قد يشتري الأوروبيون البرامج والأفلام والأسلحة الأميركية، لكنهم ليسوا حريصين على لحوم البقر الأميركية التي يتم ضخها بالهرمونات أو الدجاج المغسول بالكلور أو الذرة المعدلة وراثيًا، على حدّ وصف الصحيفة، وإذا أراد ترامب أن يأكل الأوروبيون المزيد من الطعام الأميركي، فيتعيّن عليه إقناعهم باحترامه معايير سلامة الغذاء. (ترجمات)