لم يدم طويلًا التعايش المرحليّ بين حركتَي فتح و "حماس"، الذي خيّم على العلاقة بين الفريقين، عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي.اليوم ما كان يُحكى في السرّ، صعد إلى العلن، بعد وصول لحظة تقاسم السلطة، فقرار تكليف الدكتور محمد مصطفى بتشكيل حكومة جديدة، من دون التشاور مع "حماس" بحسب ادّعائها، أشعل حربًا ناية بين الطرفين، ما أعاد العلاقة إلى نقطة الصفر بينهما. لماذا اختارت فتح هذا التوقيت لتشكيل حكومة جديدة؟ وهل تقصّدت استبعاد "حماس" عن قرار التشكيل؟ يقول عضو المجلس الوطنيّ الفلسطيني السفير أسامة العلي عبر برنامج "توتر عالي" على قناة ومنصة "المشهد" إن "قرار تشكيل حكومة فلسطينية، يخصّ منظمة التحرير الفلسطينية، وليست فتح من تقرر قيام حكومة، وهذه الحكومة هي حكومة تصريف أعمال ومشاكل الناس اليومية في غزة والضفة الغربية والقدس".ويضيف العلي، إنها حكومة محدودة الصلاحيات والمكان والتاريخ والجغرافيا، ولا تمثّل كل الشعب الفلسطيني، هي حكومة تمثّل فقط 4 مليون فلسطينيّ موجودين داخل فلسطين، فقط لمساعدتهم في تسيير حياتهم داخل فلسطين (الماء والكهرباء والتعليم والصحة وغيرها)."حماس مجرمة"ويصف العلي "حماس" بالمجرمة، ويؤكد أنه يجب أن تحاكَم، ويتساءل: "كيف دخلت عناصر "حماس" إلى إسرائيل في 7 أكتوبر، هل كانت إسرائيل نائمة؟ولماذا غادر معظم زعماء "حماس" الصفّ الأول غزة مع أولادهم؟"، مضيفًا: الإجابة هي ما يحدث في غزة اليوم.ويرى العلي أنّ أكبر جريمة ارتكبتها "حماس" بحقّ أهل غزة، هي طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، ويصفه بالطوفان الدموي، ويتساءل لماذا يختبئ عناصر "حماس" في مستشفى الشّفاء؟ ولماذا يقاتلون بزيّهم المدني؟، مضيفًا: "عندما تريد أن تقاتل العدو يجب أن تقاتله من الجبل وليس من بيتك أو مدينتك، إلّا أنّ عناصر "حماس" يقاتلون بزيّهم المدنيّ من داخل غزة، وبالتالي من الطبيعي أن تقصف إسرائيل مصادر إطلاق النار وتدمر غزة".إسرائيل لا تحارب "حماس"ويؤكد العلي أنّ إسرائيل لا تحارب "حماس"، بل تقتل الشعب الفلسطيني، "تقول إنها ستسمر بالحرب حتى القضاء على "حماس"، لكنّ الحقيقة هي أنها ستسمر حتى القضاء على آخر طفل في غزة".ويؤكد العلي أنّ الحكم الوحيد الشاذّ في تاريخ فلسطين، والنقطة السوداء في التاريخ الفلسطيني، هي انقلاب "حماس" الدمويّ الذي اعتبره خالد مشعل "حسمًا عسكريًا" بين فلسطينيّ وفلسطيني.ويأمل العلي أن تبدأ حكومة محمد مصطفى أعمالها، وتساعد أهل غزة والضفة والقدس في تسيير أمورهم اليومية، وعندما تهدأ الأمور وتنتهي الحرب، لا بدّ أن نسألهم من يريدون، عبر استفتاء، نسأل من بقي من أهل غزة، وأظن أنّ الوضع الطبيعيّ هو عودة السلطة إلى غزة، ممثّلة بمنظمة التحرير الفلسطينية.(المشهد)