خياران يحسمان ملفّ وقف إطلاقِ النّارِ، "حماس" ردت على خطة وقف القتال في غزة، ولكن حتى الآن من غير الواضح كيف ستتعاطى إسرائيل مع رد الحركة.واقترحت حركة "حماس" خطة لوقف إطلاق النار من شأنها تهدئة القصف الذي يتعرض له قطاع غزة منذ 4 أشهر ونصف الشهر، وتتضمن الإفراج عن جميع الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة والتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب. ويأتي مقترح الحركة، ردا على اقتراح نقله الأسبوع الماضي وسطاء قطريون ومصريون، في إطار أهم مسعى دبلوماسي حتى الآن بهدف التوصل إلى هدنة طويلة، والذي قوبل بالترحيب والارتياح في قطاع غزة. ولم تصدر إسرائيل أي رد علني بعد، التي قالت إنها لن تسحب قواتها من غزة حتى يتم القضاء على "حماس". آراء متضاربة تباينات وآراء متضاربة طغت على المشهد السياسي الإسرائيلي، بعض المسؤولين الإسرائيليين وصفو رد "حماس" بـ"الإيجابي" فيما أكد آخرون بأن تل أبيب غير راضية عنه. ونقلت القناة 13 الإسرائيلية الأربعاء عن مسؤول إسرائيلي كبير قوله إن بعض المطالب التي قدمتها حركة "حماس" بشأن اتفاق لتبادل الأسرى لا يمكن تلبيتها. جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" أشار إلى أنه يدرس الشروط بدقة وحذر، وفي أول تصريح له بعد رد الحركة تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمواصلة القتال. في المقابل، هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلت عن مسؤول إسرائيلي أن إسرائيل "لن تقبل أي شروط بوقف شامل وتام لإطلاق النار"، فيما "حماس" أكدت أنها لن تطلق سراح الأسرى إلا إذا انتهت الحرب وانسحبت القوات الإسرائيلية من غزة. كما ذكر التقرير، الذي لم يذكر اسم المسؤول أن السلطات الإسرائيلية ستبحث ما إذا كانت سترفض اقتراح "حماس" كليا أو ستطلب شروطا بديلة. في المقابل، وجدت الإدارة الأميركية أن رد "حماس" مبالغ فيه بعض الشيء، لكنها أكدت مواصلة التفاوض.خطة "حماس" وأشارت مسودة وثيقة اطلعت عليها رويترز إلى أن اقتراح "حماس" يتضمن 3 مراحل مدة كل منها 45 يوما. وينص الاقتراح على تبادل الأسرى الإسرائيليين المتبقين ممن احتجزتهم الحركة في السابع من أكتوبر بسجناء فلسطينيين. وينص أيضا على البدء في إعادة إعمار غزة، وانسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل، وتبادل الجثث والرفات. وقال مصدر قريب من المفاوضات إن مقترح "حماس" لا يتطلب ضمانة لوقف دائم لإطلاق النار في البداية، لكنه يجب الاتفاق على نهاية الحرب خلال الهدنة قبل إطلاق سراح آخر الأسرى. ووفقا لمسودة رد "حماس" سيتم "إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من النساء والأطفال دون سن 19 عاما غير المجندين والمسنّين والمرضى، مقابل جميع الأسرى في سجون الاحتلال من النساء والأطفال وكبار السن (فوق 50 عاما) والمرضى"، ومن المفترض أن تسحب إسرائيل قواتها من المناطق المأهولة خلال المرحلة الأولى من الهدنة المقترحة. ولن يبدأ تنفيذ المرحلة الثانية قبل أن ينتهي الجانبان من "المباحثات غير المباشرة بشأن المتطلبات اللازمة لاستمرار وقف العمليات العسكرية المتبادلة والعودة إلى حالة الهدوء التام". وتشمل المرحلة الثانية "الإفراج عن جميع الأسرى الرجال (المدنيّين والمجنّدين)، مقابل أعداد محدّدة من المسجونين الفلسطينيين، واستمرار الإجراءات الإنسانية للمرحلة الأولى، وخروج القوات الإسرائيلية خارج حدود مناطق قطاع غزة كافّة".وسيتم تبادل الجثث والرفات بين الجانبين خلال المرحلة الثالثة، ومن شأن الهدنة أيضا أن تزيد من تدفق المواد الغذائية وغيرها من المساعدات إلى المدنيين في غزة، الذين يواجهون الجوع والنقص الحاد في الإمدادات الأساسية.اتجاهان للرد الإسرائيلي أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية أكد لـ"المشهد" أن ما وُصف بالمرونة في رد "حماس" ستحرج إسرائيل وحكومة نتانياهو مشيرا إلى أن الأمور ستسير في أحد الاتجاهين: إما أن نشهد مزيدا من التأزيم والتصعيد من قبل نتانياهو وحكومته واشتعال جبهة الحرب أكثر وأكثر، بالعودة إلى عدم إمكانية تل أبيب إطلاق سراح ما يزيد عن خمسمئة أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية ووقف القتال بشكل كلي.أو أن السيناريو سيتجه نحو ضغط من قبل واشنطن والداخل الإسرائيلي على نتانياهو للقبول بشروط "حماس" مقابل تأزيم الأوضاع في الضفة الغربية وفتح جبهة في جنوب لبنان لإرضاء تيار اليمين في حكومته.وأدى اتفاق مبدئي في نوفمبر الماضي إلى إطلاق سراح 105 أسرى خلال توقف للقتال لمدة أسبوع، قبل انهيار الهدنة واستئناف العمليات العسكرية.ويعتقد أن هناك نحو 100 أسير ما زالوا على قيد الحياة، ويقول مسؤولون إسرائيليون إن "حماس" تحتجز ما لا يقل عن 29 جثة للأسرى المختطفين.على الأرض تفاؤل مصحوب بالحذر والكرة الآن في ملعب إسرائيل، فهل توافق تل أبيب على خطة "حماس" دون شروط؟ أم أن طبول الحرب ستواصل القرع وشظايا الموت باقية ومستمرة؟ (المشهد)