أحد الأسئلة التي يتساءل عنها الكثيرون، هو كيف يمكن للمساعدات البحرية الجديدة أن تصل إلى غزة، بعد أن بدأت تتدفق هذا الأسبوع من قبرص.في ذروة عملية السلام في التسعينيات، وافقت إسرائيل على قيام الفلسطينيّين ببناء مطار وميناء بحريّ في غزة، وفقًا لصحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية.ومع ذلك، مع اندلاع الانتفاضة الثانية في أكتوبر 2000، دمر الجيش الإسرائيليّ كلا الميناءين، ولم يتم إعادة بنائهما منذ ذلك الحين.فكيف يمكن إذن لسفينة كبيرة جدًا تحمل ما يقرب من 200 طن من المساعدات الإنسانية، أن تقوم بإيصال المساعدات فعليًا؟.المساعدات عبر البحروفي غضون أسابيع عدة إلى بضعة أشهر، ستكون الولايات المتحدة قد أنشأت منصات موانئ عائمة اصطناعية، خصوصًا قبالة ساحل غزة لتلقّي المساعدات ونقلها.وفقًا للجيش الإسرائيلي، بعد أن قامت إسرائيل بفحص المساعدات في قبرص، ومع اقتراب السفينة الكبيرة من نوع "دوفره/البارجة" التي تحمل المساعدات من شاطئ غزة، يتم سحبها جزئيًا بواسطة سفن أصغر.تُعتبر مياه غزة القريبة من شاطئ غزة، أقلّ عمقًا مما هي عليه في بعض مناطق الشواطئ الإسرائيلية الأخرى، وبالتالي فإنّ السفينة قادرة على الوصول إلى مسافة 400-500 متر تقريبًا من الساحل، وتعمل بطريقة أكثر طبيعية.ومن هناك، يتم سحبها إلى مسافة أبعد، وتثبيتها في النهاية في منطقة المياه الرملية الضحلة.بعد ذلك، يتم تفريغ المساعدات على الشاطئ في مكان ما في منطقة وسط غزة، ولكن مع الحفاظ على سرية الموقع الدقيق لتجنب محاولات "حماس" المحتملة للتدخل، ثم يتم نقلها بالشاحنات إلى مواقع مخصصة لتوزيع المساعدات في جميع أنحاء القطاع، وفقًا للصحيفة الإسرائيلية.ويأمل الجيش الإسرائيليّ أن يؤدي ذلك إلى تقصير فترة السفر عبر غزة، والمساعدة في تجنب مناطق مشاكل محددة، حيث يمكن سرقة المساعدات أو الهجوم عليها أو التدخل فيها بطريقة أخرى.ويتم تأمين منطقة الشاطئ المخصصة من قبل القوات الجوية والبرية والبحرية التابعة للجيش الإسرائيلي، بحيث لا يتمكن أيّ أفراد غير مصرّح لهم من الاقتراب من عملية نقل المساعدات.ميناء بحري في غزةووفقًا لـ"جيروزاليم بوست"، قد يساعد هذا المشروع التجريبيّ الحاليّ أيضًا، في تعلّم الدروس لمشروع المساعدات البحرية الأميركية الأكبر حجمًا، لجعل الخدمات اللوجستية لهذا المشروع اللاحق أكثر نجاحًا.وعلى نطاق أوسع، لا تقتصر أهداف المشروع على تقديم المساعدات لسكان غزة فحسب، بل أيضًا على قطع "حماس" عن سلسلة توفير الغذاء، وهي طريقة أخرى لكسر سيطرتها على سكان غزة.(ترجمات)