كان تأكيد فلاديمير بوتين أنه سيرشح نفسه مرة أخرى للرئاسة في عام 2024 متوقعًا، لكن هل يمكن أن تكون هناك أيّ مفاجآت العام المقبل في الحرب التي بدأتها بلاده في أوكرانيا؟ويتمسك بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالأهداف المتطرفة التي تحول دون إجراء محادثات لإنهاء الحرب بشكل وشيك، وقد أخبر خبراء مجلة نيوزويك الأميركية أنه من المرجح أن يستمر القتال حتى عام 2025.روسيا لن تتراجع عن الحربوقالت بيث نوبل، أستاذة الاتصالات والدراسات الإعلامية في جامعة فوردهام، ورئيسة مكتب شبكة سي بي إس نيوز السابقة في موسكو، لمجلة نيوزويك: "الطريقة الوحيدة التي يمكنني من خلالها توقع انتهاء الحرب الأوكرانية في عام 2024 هي وفاة فلاديمير بوتين".وأضافت: "من الممكن نظريًا أن تستغل روسيا تغيير القيادة لمحاولة إعلان النصر والتمسك بالأرض التي استولت عليها منذ فبراير 2022". "لكن حتى لو مات بوتين، أعتقد أنّ هناك فرصة ضئيلة لأن تتراجع روسيا عن الحرب، لأنها استثمرت بالفعل الكثير من صورتها الوطنية في الفوز".ولم يحقق الهجوم الأوكرانيّ المضادّ الذي كان متوقعًا على نطاق واسع والذي بدأ في يونيو بهدف استعادة الأراضي التي تحتلها روسيا، التقدم الذي أراده حلفاء كييف.وقال بيتر روتلاند، أستاذ الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية والأوراسية في جامعة ويسليان في ميدلتاون بولاية كونيتيكت، لمجلة نيوزويك: "في ما يتعلق بالهجوم المضاد، هناك تشاؤم واسع النطاق بشأن فرص أوكرانيا في هزيمة روسيا واستعادة أراضيها". وتابع "ومع ذلك، فإنّ هذا لا يعني أنه من المرجح أن تكون هناك محادثات سلام جادة ونهاية محتملة للحرب في عام 2024".و"لا تقتصر أهداف روسيا على السيطرة على الأراضي، بل يريدون رؤية نظام سياسيّ مطيع في كييف، وما زالوا يعتقدون أنّ ذلك ممكن. وعلى أقل تقدير، سينتظر بوتين حتى انتخابات نوفمبر 2024، ليرى إذا عاد دونالد ترامب".عودة دونالد ترامبوصف ترامب بوتين بأنه "ذكي للغاية" بعد بداية الحرب في فبراير ورفض تقييمات المخابرات الأميركية بأن بوتين تدخل لصالحه في انتخابات عام 2016.وقال كريس دولان، أستاذ العلوم السياسية في كلية وادي لبنان: "ستنهي الولايات المتحدة أوكرانيا في ظل إدارة ترامب أخرى، بكل وضوح وبساطة". وتابع "لكنني أعتقد أنّ جو بايدن سيدير هذا الأمر بشكل جيد نسبيًا. أعتقد أنّ الصراع الحاليّ في الكونغرس بشأن المساعدات الخارجية سيتم تسويته، ولكن ربما ليس قريبًا جدًا. يتعلق الأمر أكثر بالسياسة الداخلية والضغوط الانتخابية".ويعتقد ميرت كارتال، الأستاذ المساعد في العلوم الحكومية بجامعة سانت لورانس، كانتون، نيويورك، أنّ بايدن يمكن أن يحاول تعزيز الدعم العسكري لأوكرانيا في ربيع عام 2024، والاستفادة من النصر الأوكرانيّ كجزء من حملته الرئاسية.ويقول "على أقل تقدير، سيتخذ الخطوات اللازمة لمنع هزيمة أوكرانيا قبل الأسبوع الأول من نوفمبر 2024. ومع ذلك، فإنّ إقناع أعضاء الحزب الجمهوري، الذين يشككون بشكل متزايد في احتمال هزيمة بوتين، سيشكل تحديًا كبيرًا".ولكن بينما يناضل المشرعون من الحزب الجمهوري من أجل إصلاح الهجرة، خصوصًا على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، قبل الدعم الماليّ لأوكرانيا، "لن يكون من غير المعقول أن نتوقع أن يحاول بايدن، على أقل تقدير، تمديد الصراع حتى عام 2025".درس ناغورنو كاراباخوفي الوقت نفسه، يمكن لبوتين أن ينظر إلى منطقة ما بعد الاتحاد السوفياتي كمثال لكيفية لعب اللعبة الطويلة، كما يقول ديفيد ريفيرا، أستاذ مساعد في الحكومة في كلية هاميلتون، كلينتون، نيويورك.وفي الخريف، هزمت القوات الأذربيجانية القوات الأرمينية واستعادت السيطرة على منطقة ناغورنو كاراباخ المتنازع عليها، بعد 3 عقود من تعرّض باكو لهزيمة عسكرية أمام أرمينيا.وأضاف "في ظل هذه الأحداث الأخيرة التي يعرفها بوتين ويفهمها جيدًا، أتوقع منه أن يواصل جهوده لتدمير اقتصاد أوكرانيا، وتدمير بنيتها التحتية، وحتى إخلاء أراضيها من السكان حتى لا تتمكن من بناء قوتها العسكرية".وأضاف: "إذا كان فلاديمير بوتين يستخلص الدروس من الصراع الأرمني -الأذربيجاني المستمر منذ عقود حول ناغورنو كاراباخ، فعلينا أن نتوقع استمرار الحرب بلا هوادة حتى عام 2024 على الأقل".(ترجمات)