كان لدى سكان أكبر تجمع للعرب الأميركيين في الولايات المتحدة الكثير ليقولونه خلال حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بشأن الأوضاع السياسية المضطربة في الشرق الأوسط.ولكن بعد الإعلان المفاجئ للرئيس دونالد ترامب يوم الثلاثاء عن رغبته في إخراج الفلسطينيين من غزة وفرض سيطرة أميركية على المنطقة، بات بعض القادة في ديربورن، ميشيغان أكثر حذرا في ردود أفعالهم.وقال المدير التنفيذي لمجلس حقوق الإنسان الأميركي في ديربورن عماد حماد: "الناس يأخذون نفسا عميقا. لا يزال من المبكر إصدار حكم، لكن بالتأكيد، الأسبوعان أو الثلاثة الماضية تبدو غير معقولة."التصويت لترامب ربما كان خطأ وأضاف حماد: "الكثيرون عبروا عن قلقهم، بل إن بعضهم رأى أن التصويت لترامب ربما كان خطأ. وهذا تطور يدفع إلى إعادة النظر في انتخابات 2026."وحتى الآن، لم يتراجع أحد عن الانتقادات الحادة للحزب الديمقراطي، التي يعتقد البعض أنها كلفت نائبة الرئيس كامالا هاريس خسارة ولاية ميشيغان الحاسمة في نوفمبر، لكن كثيرين يواجهون صعوبة في استيعاب الخطة الجريئة التي أعلنها ترامب الثلاثاء، والتي تهدف إلى تحويل غزة إلى ما وصفه بـ"ريفييرا الشرق الأوسط"، ربما بمشاركة قوات أميركية.وتراجع كبير دبلوماسيي ترامب والمتحدثة الرئيسية باسمه يوم الأربعاء عن فكرة التوطين الدائم للفلسطينيين خارج غزة، وذلك بعد أن رفض حلفاء الولايات المتحدة وحتى بعض المشرعين الجمهوريين اقتراحه بأن تتولى أميركا "ملكية" القطاع.وقال وزير الخارجية ماركو روبيو والمتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت إن ترامب كان يقصد فقط نقل نحو 1.8 مليون قلسطيني من غزة مؤقتا للسماح بإعادة الإعمار، إلا أن هذا الاقتراح نفسه قوبل بانتقادات واسعة في العالم العربي.ورغم أنه لم يتم الإعلان عن التخطيط لاحتجاجات جماهيرية في منطقة ديترويت حتى الآن عقب تصريحات ترامب، إلا أن قادة المجتمع، الذين لم يدعموا حملة هاريس لكنهم ولم يؤيدوا ترامب كذلك، كانوا أكثر وضوحا في ردود أفعالهم.فصل جديد في الإبادة الجماعيةوقالت النائبة الأميركية رشيدة طليب، التي تمثل ديربورن وتعد الفلسطينية الأميركية الوحيدة في الكونغرس، إن تصريحات ترامب "مجرد هراء متطرف"، مؤكدة أن "الفلسطينيين لن يذهبوا إلى أي مكان".أما رئيس بلدية ديربورن، عبد الله حمود، فوصف تصريحات ترامب بأنها "فصل جديد في الإبادة الجماعية المستمرة".وأصبح ترامب أول مرشح رئاسي جمهوري يفوز بمدينة ديربورن منذ أكثر من عقدين، حيث يشكل العرب الأميركيون نحو نصف سكان المدينة البالغ عددهم 110 آلاف نسمة. وجاء نجاحه بعد أن أصبح المرشح الرئاسي البارز الوحيد الذي زار ضاحية ديترويت في أول نوفمبر، حيث تعهد في أحد المطاعم المحلية بجلب "السلام إلى الشرق الأوسط".فاي نمر، مؤسسة غرفة التجارة الأميركية من أصول شرق أوسطية وشمال إفريقية في ديربورن، كانت من بين أفراد المجتمع الذين رحبوا بترامب خلال زيارته لمطعم "ذا جريت كومونر" في الأول من نوفمبر، لكنها قالت يوم الأربعاء إن بعض تصريحات ترامب الأخيرة حول الشرق الأوسط "مقلقة للغاية، للغاية بالنسبة للمجتمع".وأضافت نمر: "لقد مضى أسبوعان فقط على توليه المنصب، وخلال هذين الأسبوعين، أدلى ببعض التصريحات المتطرفة للغاية".تكتيك تفاوضيوأوضحت أنها تعتقد أن تصريحات ترامب ربما تكون "تكتيكا تفاوضيا"، وحثت الرئيس على الاستمرار في العمل نحو حل الدولتين.وقالت نمر: "كان واضحا جدا أنه إذا كان هذا ما يريده الفلسطينيون، فسيكون مؤيدا وداعما لتلك الجهود. لذلك، نحن الآن نطلب فقط من الرئيس ترامب وإدارته أن يظلوا ملتزمين بهذه المبادئ".(وكالات)