المخاوف من اتساع رقعة الصراع في غزة ولبنان نحو حرب إقليمية، بدت جلية في تصريح رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي بعث برسالة تخوّف للرئيس الأميركيّ جو بايدن ودول الاتحاد الأوروبي، مبينًا قلقه من وصول الحرب إلى العراق، وتورط بلاده التي تنخرط فيها ميليشيات موالية لطهران. مخاوف السوداني المتزايدة تزامنت مع حياد الرئيس السوريّ بشار الأسد، ورغبته بعدم إقحام دمشق وفق محللين، لتكون طرفًا فاعلًا أو عازلًا يعيق انتقال الحرب إلى بغداد ومن ثم إلى طهران، ما ينذر بحسب السوداني بالوقوف على أعتاب منزلق خطير قد يجر المنطقة والعالم إلى حروب مستمرة تهزّ الاقتصاد العالمي، واصفًا المنطقة بالرئة التي يتنفس منها العالم بالطاقة، مطالبًا بمضاعفة الجهود للحيلولة دون الوقوع في شرور الحرب.قلق عراقيوفي هذا الشأن، قال المستشار السابق لوزارة الدفاع العراقية معن الجبوري لقناة "المشهد": "تخوف العراق من اتساع رقعة الحرب ووصولها إلى البلاد، نابع من طبيعة الأحداث الجارية في المنطقة، ونحن نعلم أنّ الميليشيات والفصائل الموالية لطهران في العراق، لا تزال تتحدى وتعمل ضد أوامر الحكومة العراقية وأمنيات الشعب العراقي، وهناك هاجس وقلق حقيقيّ في صفوف المواطنين العراقيّين، من أن تُقحم البلاد في حرب لا علاقة لها بها، وتدفع الثمن غاليًا، وهي بالكاد الآن تحاول أن تتنفس الصعداء من خلال وضعها الأمنيّ المتوتر نسبيًا".شعار وحدة الساحاتوتابع الجبوري قائلًا: "الجانب الإيرانيّ لا يزال يلوّح ويستعمل أذرعه في الشرق الأوسط لتستمر في الصراع، من خلال طرحه لشعار وحدة الساحات ووحدة المقاومة لاستثمار هذه الأذرع، وكما نعلم، في السابق كانت هناك ضربات ضد المصالح الأميركية في العراق، كالضربات ضد قاعدة فيكتوريا في مطار بغداد وقاعدة عين الأسد، أما الآن فأصبحت الضربات مباشرة ضد إسرائيل، بالتالي سيكون لهذا ردود أفعال قاسية، وتل أبيب تمتلك بنكًا من الأهداف في العراق".وعند سؤاله عن تخوف الميليشيات العراقية من اختراق إسرائيليّ كما حصل مع "حزب الله"، قال الجبوري: "لا يمكن أن يحدث في العراق ما حدث مع حزب الله، لأنّ الجغرافيا العسكرية في العراق تختلف، فالعراق ليس دولة حدودية مع إسرائيل، أما لبنان فهو محاذٍ لهذه الأخيرة، ولكنّ استهداف الميليشيات العراقية ومقرات هذه الأحزاب، ستسبب دخول طائرات وصواريخ من إسرائيل مباشرة إلى الأراضي العراقية، الأمر الذي سيضع الحكومة العراقية في حرج، خصوصًا وأنّ الجانب الأميركيّ سيتهم الحكومة العراقية بعدم قدرتها على كبح هذه الميليشيات والسيطرة عليها، وسيكون هناك بالمقابل ضغط عراقيّ على الحكومة الأميركية، لتتريث إسرائيل في معالجة أهدافها في العراق كي لا تقحم العراق في الحرب الدائرة".وعن إمكانية الاختراق السيبراني للميليشيات العراقية الموالية لإيران، قال الجبوري: "هذا متوقع وكل الحسابات واردة بالنسبة لإسرائيل، فهي تمتلك كل الإمكانيات للوصول إلى أهدافها".(المشهد)