تنتشر أكوام القمامة في جنوب غزة في المناطق التي يتجمّع فيها سكان القطاع بحثًا عن الأمان من الغارات الجوية الإسرائيلية.وقد حذرت إسرائيل سكان شمال غزة مرارًا وتكرارًا من الانتقال جنوبًا، ما أجبر السكان على العيش في مساحة أصغر، حيث اقترن نقص الغذاء والمياه بانهيار الخدمات، بما في ذلك جمع القمامة، ما يهدّد بحدوث أزمة صحية، بحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية.وقالت منظمة "إيروارز" التي تراقب الضرر الذي يلحق بالمدنيّين، الأسبوع الماضي إنها وثّقت 127 حادثة تنطوي على أسلحة متفجرة داخل "المنطقة الآمنة" في الأسبوع الأول بعد التحذير الإسرائيليّ في 14 أكتوبر. وقالت لينا، وهي موظفة في منظمة "ميرسي كوربس" الأميركية غير الحكومية، والتي لم ترغب في الكشف عن هويّتها، إنّ مخبزًا في بلدة النصيرات تعرّض للقصف بعد يومَين فقط من انتقال عائلتها إلى هناك من مدينة غزة. وأضافت: "استيقظنا على صوت قصف مدوٍ للغاية، وكان العمال الذين ما زالوا على قيد الحياة يصرخون من شدّة الاحتراق، وكانت أصواتهم عالية جدًا". وتابعت لينا: "تمنّيت أن أموت في تلك اللحظة ولا أشمّ رائحة الدم، ولا أرى أجزاء الجسم، ولا أرى الموت في كل مكان في وطني".أوبئة وأزمات صحّيةومع 1.8 ملايين نازح في غزة، حذرت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة من أزمة صحية ناجمة عن نقص الخدمات الأساسية لهم. وقال رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الأسبوع الماضي، إنّ هناك أكثر من 100 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي ونحو 80 ألف حالة إسهال. وأوضحت دينا صافي، التي انتقلت إلى مخيّم النصيرات من مدينة غزة في وقت مبكّر من الحرب، إنّ الحياة في الجنوب كانت صعبة، مع قلّة فرص الحصول على الطعام أو الماء. منذ انتهاء الهدنة بين إسرائيل و"حماس"، برزت مخاوف بشأن ما إذا كان القتال سيزداد في جنوب غزة. وتزايدت المخاوف بعد أن أسقطت إسرائيل منشورات على مدينة خان يونس، تُحذر السكان من مغادرتها لأنها أصبحت "منطقة قتال خطيرة". وتضمّن المنشور رمز الاستجابة السريعة، والذي عند مسحه ضوئيًا يُوجّه الأشخاص إلى خريطة أنتجها الجيش الإسرائيلي، والتي قسّمت غزة إلى كُتل ذات علامات رقمية. وطلبت من سكان غزة أن يلاحظوا المبنى الذي يعيشون فيه ويراقبوا ذكره في الرسائل ووسائل الإعلام المستقبلية. وقامت السلطات الإسرائيلية بقصف قطاع غزة على مدار شهرين تقريبًا. لقد فعلت إسرائيل ذلك في جميع أنحاء قطاع غزة حتى خارج منطقة الإخلاء. وأشار المسؤولون الإسرائيليون بوضوح إلى أنهم يعتزمون تكثيف الضربات على جنوب غزة، حيث أمروا السكان بإجلاءهم في أكتوبر الماضي.(ترجمات)