لا تعطي إسرائيل مؤشرات على احتمال قريب لوقف الحرب على غزة، معتبرة بأن العديد من المطالب الواردة في اقتراح "حماس" لوقف الحرب، لا يمكن قبولها تحت أي ظرف من الظروف، وتناقش تل أبيب ما إذا كان سيتم رفض هذه الصفقة بالكامل، أو الدخول في مزيد من المفاوضات، كمحاولة للتخفيف من مطالب "حماس".وأشارت مصادر إسرائيلية إلى أن مطلب وقف الحرب وإطلاق 1500 أسير فلسطيني بينهم محكومون بالمؤبدات، هما المشكلة الرئيسية، وأن إسرائيل لن تقبل أي شروط لإنهاء الحرب. ومع أن مجلس الحرب الإسرائيلي، سيجتمع اليوم الخميس لاتخاذ القرار، إلا أن نتانياهو استبق الاجتماع، وأكد في مؤتمر صحفي، رفضه شروط "حماس"، ووصفها ب"الجنونية وغير المقبولة"، عدا عن إعطائه أوامر للجيش بالاستعداد لهجوم بري على رفح، وقال "لم نلتزم بأي شيء فيما يتعلق بإطلاق سراح الإرهابيين الملطخة أيديهم بالدماء". وكانت حركة "حماس" قد طلبت إطلاق سراح 1500 أسير، من بينهم 500 من ذوي الأحكام العالية، وتتضمن ردّها ضمانات لوقف الحرب، وإدخال المساعدات إلى غزة وإعادة إعمارها، كما يزور وفد من "حماس" القاهرة لمتابعة ملف مقترح الهدنة وتبادل الأسرى، حيث إن مصر وقطر ترعيان جولة جديدة من المفاوضات، بدءا من اليوم الخميس في القاهرة للتهدئة في قطاع غزة. وبعد اغتيال إسرائيل الجغرافية والديمغرافية والحياة في غزة، من الشمال إلى الوسط، تتجه أنظار الجيش الإسرائيلي للهجوم البري على رفح، التي يقبع فيها مليون ونص مليون فلسطيني معظمهم من النازحين على مساحة 66 كيلومترا، فإلى أين تتجه الحرب في غزة؟ وما تداعيات بدء العمليات البرية على النازحين في رفح؟احتمالات الهجوم على رفح وتعليقاً على احتمالات شن الهجوم الإسرائيلي البري على رفح، يقول المحلل العسكري إيال عليما، لمنصة "المشهد": "الهجوم على رفح معقد لأسباب متعلقة بإتفافيات إسرائيل مع مصر، التي تحذر من إلغاء معاهدة السلام".وأضاف عليما: "هذا أمر خطير، فاتفاق السلام مع مصر هو بمثابة ركن استراتيجي وعسكري في المنطقة، ولن تراهن إسرائيل على المس بالعلاقات المميزة والتعاون القائم مع الجانب المصري". وأكد أن "إسرائيل معنية بهجوم بري وعسكري على رفح، وهذا الهجوم قد يكون كاملاً، وقد يكون محدوداً، لكن ما يهم إسرائيل هو البحث عن انجازات في كل مناطق القطاع".وختم قوله " أتوقع بأن إسرائيل ستحاول التوصل إلى تفاهمات مع مصر فيما يتعلق بالهجوم على رفح، أما خطط الجيش الإسرائيلي بتوسيع المعركة في رفح، لسنا قريبين منها، رغم التأكيدات الإسرائيلية، بأنه لابد من القيام بهذه العملية، من أجل تفكيك قدرات "حماس" العسكرية، والقضاء عليها".نزوح جديدووفق مراقبين على الأرض، فإن الهجوم المتوقع على رفح، وبالنظر إلى حالة الاكتظاظ السكانية التي فيها، بالضرورة سيؤدي إلى مجازر هائلة ودفع النازحين إلى نزوح جديد مما يعني تعميق المأساة الإنسانية.المحلل السياسي أيمن يوسف يوضح لمنصة "المشهد" الإشارات التي تعكس نية إسرائيل بدء العملية العسكرية في رفح قائلا " أولاً، إسرائيل لا تتفاعل إيجاباً مع كل المبادرات والتصريحات التي توحي بالإقبال على صفقة حتى وإن كانت على مراحل، أو هدن إنسانية تكتيكية، ثانياً، خيارات إسرائيل ما زالت عسكرية وميدانية، ثالثاً، التناغم الواضح ما بين التصريحات الأمريكية والإسرائيلية"وأشار إلى خطورة العملية البرية العسكرية على رفح، وأضاف "هذا يعني المزيد من المجازر والمذابح، ومؤشر بأن إسرائيل ماضية في إستراتيجية التهجير، ليس بالضرورة من خلال دفع الغزيين إلى مصر وسيناء، وإنما للجوء إلى دول أخرى".وتابع يوسف: "أصبحت غزة لا تصلح للحياة الإنسانية وخارج النطاق، ودليل بأن إسرائيل لن توقف القتال، ولا وقف إطلاق النار بشكل كامل، حتى وإن وافقت على هدنة إنسانية، وبالتالي ستكون هدنة تكتيكية لفترة معينة، حتى تقوم بإنقاذ أسراها لدى "حماس"، ثم تستكمل العملية العسكرية".(المشهد)