تعمّق الانقسام السياسي في إسرائيل يوم الاثنين، حيث عاشت المدن إضرابا حاشدا وخرج الناس إلى الشوارع للاحتجاج على فشل الحكومة في التوصل إلى اتفاق لتحرير الأسرى الذين تحتجزهم "حماس".وتصاعدت التوترات بعد أن قالت السلطات في مطلع الأسبوع إن "حماس" قتلت 6 أسرى في الأسر. وقال إسرائيليون إنهم شعروا أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو وزعماء آخرين حكموا عليهم بالموت المحقق، وفق صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية.وتمسّك نتانياهو بموقفه خلال خطاب متلفز مساء الاثنين، مدعيا أنه لن يتراجع عن بقاء القوات الإسرائيلية على طول الحدود بين غزة ومصر لمنع نشوب حروب مستقبلية مع "حماس". وقال مفاوضون إنه جرى تعطيل اتفاق من شأنه أن يفرج عن الأسرى المتبقين مقابل وقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن السجناء الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل. وانتقد وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، قادة النقابات لإضرابهم، قائلا إن رئيس أكبر نقابة عمالية في إسرائيل، أرنون بار دافيد، "يحقق حلم السنوار". وبعد أن قالت لأيام إن إسرائيل قتلت الأسرى في حملة القصف في غزة، أصدرت "حماس" بيانا جديدا الاثنين أشارت فيه إلى أنها أعدمتهم وستفعل ذلك مرة أخرى إذا حاول الجيش الإسرائيلي القيام بمهام إنقاذ أخرى. الائتلاف الحاكم في خطروأظهرت التطورات كيف يبدو أن فورة الغضب على مصير الأسرى تؤدي إلى تصلب المواقف التي قسّمت إسرائيل حتى في الوقت الذي تقاتل فيه قواتها على جبهات متعددة.وأيّد ائتلاف نتانياهو من الأحزاب السياسية اليمينية والقومية المتطرفة والدينية في الغالب، موقفه المتشدد في المفاوضات مع "حماس". وهدّد شركاء رئيس الوزراء القوميون المتطرفون بالإطاحة بالحكومة إذا جاءت صفقة الأسرى على حساب إنهاء الحرب. وتظهر استطلاعات الرأي أن الائتلاف الحاكم لن يعاد انتخابه إذا أجريت انتخابات جديدة الآن. انقسامات سياسية في إسرائيل قبل 7 أكتوبر، احتج الإسرائيليون لأشهر عدة على خطة حكومة نتانياهو لإجراء تغييرات شاملة في النظام القضائي. وأثار مقتل الأسرى مخاوف من أن إسرائيل قد تنشغل مرة أخرى بالاقتتال الداخلي وسط حرب مدمّرة لا تلوح نهاية واضحة في الأفق.وقال أبراهام ديسكين، وهو زميل بارز في منتدى كوهيليت السياسي ومقره القدس إن الاحتجاجات الأخيرة "ستحيي الصدع داخل المجتمع الإسرائيلي". وأظهر استطلاع للرأي نشره معهد سياسة الشعب اليهودي ومقره القدس يوم الاثنين أن 49% من الإسرائيليين اليهود الذين شملهم الاستطلاع يؤيدون موقف نتانياهو بأن القوات الإسرائيلية يجب ألاّ تغادر الحدود بين غزة ومصر، حتى لو كان ذلك يعني أنه لن يكون هناك اتفاق لتحرير الأسرى المتبقين. ويعتقد 43% آخرون أن القوات يجب أن تغادر الممرّ لتسهيل التوصل إلى اتفاق. ويقول نتانياهو وأنصاره إن إسرائيل بحاجة للسيطرة على الحدود لمنع "حماس" من تهريب الأسلحة إلى غزة وإعادة تسليحها بعد الحرب. وتطالب الحركة، إسرائيل بمغادرة المنطقة، المعروفة باسم ممر فيلادلفيا، من أجل التوصل إلى اتفاق للمضي قدما. وقال الجيش الإسرائيلي إن بإمكانه تأمين الحدود دون وجود دائم طالما يمكنه شن غارات عند الضرورة. وأكد نتانياهو يوم الاثنين أنه لا يعتقد أن المجتمع الدولي سيسمح لإسرائيل بالعودة بأي شكل من الأشكال بمجرد مغادرتها. حظر على الأسلحةوأدى فشل حكومة نتانياهو في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ووضع حد للقتال في غزة إلى إحباط حلفاء إسرائيل الغربيين. وسُئل الرئيس بايدن يوم الاثنين عما إذا كان نتنياهو يفعل ما يكفي للحصول على صفقة أسرى. كما أعلنت بريطانيا يوم الاثنين عن فرض حظر جزئي على الأسلحة على إسرائيل، بعد أن خلصت إلى أن بعض الأسلحة المرسلة إلى تل أبيب يمكن استخدامها في انتهاك للقانون الدولي لحقوق الإنسان. ويغطي حظر التصدير نحو 10% فقط من صادرات الأسلحة المحدودة نسبيا للمملكة المتحدة إلى إسرائيل ولا يشمل الأجزاء المستخدمة في بناء طائرة "اف-35"، وهي طائرة يقال إن إسرائيل تستخدمها لقصف غزة.(ترجمات)