أكدت مصادر إيرانية ومسؤولون أميركيون أن طهران وواشنطن بحثتا في محادثات سرية وغير مباشرة في سلطنة عُمان في 10 يناير الماضي، التهديد المتصاعد الذي يشكله "الحوثيون" على عمليات الشحن البحري في البحر الأحمر.وجرى خلال المحادثات، بحث هجمات الفصائل المسلحة بالعراق وسوريا التي طالت قواعد أميركية وأسفرت في إحداها عن مقتل 3 جنود أميركيين في قاعدة لواشنطن شمال شرق الأردن. إلا أن إيران تنفي إجراء محادثات مع الولايات المتحدة حول الحرب في غزة أو عمليات الفصائل المدعومة من قبلها في الشرق الأوسط وخصوصا "الحوثيين". وقالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن مسؤولين عُمانيين نقلوا الرسائل بين وفدين إيرانيين وأميركيين جلسا في غرف منفصلة. وترأس الوفد الإيراني نائب وزير الخارجية الإيراني وكبير المفاوضين النوويين علي باقري كاني، فيما ترأس الوفد الأميركي منسق الرئيس جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك.هدنة مقابل وقف الهجماتوتحدّث مسؤولون أميركيون عن أن طهران هي من طلبت عقد الاجتماع، بل أوصت العُمانيين بحث الولايات المتحدة على ذلك. وطلبت واشنطن من طهران كبح جماح وكلائها ووقف هجمات "الحوثيين" واستهداف القواعد الأميركية في العراق وسوريا، وفق المسؤولين. إلا أن إيران طلبت من إدارة بايدن التوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة. وشددت طهران خلال المحادثات على أنها لا تسيطر على نشاط ميليشياتها خصوصا "الحوثيين" لكن يمكنها الضغط عليهم إذا تم التوصل إلى هدنة في غزة، وفق مسؤولين إيرانيين. وبعد مغادرة ماكغورك الاجتماع مع الإيرانيين، شنّت الولايات المتحدة ضربات عسكرية في 11 يناير على أهداف عدة لـ"الحوثيين" في اليمن. وأكد مسؤولون أميركيون وإيرانيون أن البلدين واصلا تبادل الرسائل بانتظام بشأن "وكلاء" طهران، منذ التقيا بيناير في مسقط. وقال مدير الشؤون الإيرانية في مجموعة الأزمات الدولية علي فايز: "إن وجود قنوات اتصال، حتى لو كانت غير مباشرة، يمكن أن يكون مفيداً في التخفيف من احتمال حصول سوء تقدير أو فهم". وفي ما يتعلق بـ"الحوثيين"، أكد أنه "لا تزال التوترات بين الجانبين كبيرة".(ترجمات)