تتخذ إدارة بايدن نهج عدم التدخل أكثر من المعتاد خلال أسبوع من التصعيد الدراماتيكي بين إسرائيل ومسلحي "حزب الله" في لبنان، خشية مزيد من تفاقم الأوضاع.ويأتي ضبط النفس هذا في أعقاب انفجارات أجهزة الاتصال اللاسلكي التابعة لـ"حزب الله" وغارة جوية إسرائيلية استهدفت أحد كبار عناصر "حزب الله" في بيروت، ما يهدد بإثارة حرب شاملة بين إسرائيل وأعدائها في الشرق الأوسط، ويقضي على أي أمل في إحراز أي تقدم بالمفاوضات المتعثرة بالفعل من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.وجاء التصعيد رغم زيارة 2 من مسؤولي إدارة بايدن للمنطقة هذا الأسبوع للمطالبة بالهدوء، ما يزيد من الانطباع بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو اليمينية المتشددة تولي اهتماما أقل من أي وقت مضى لجهود الوساطة التي تبذلها حليفتها الرئيسية، رغم اعتمادها على واشنطن في الحصول على السلاح والدعم العسكري عامة.ولم يجر أي اتصال أميركي معترف به علنا مع نتانياهو منذ زار المسؤول البارز في البيت الأبيض آموس هوكشتاين إسرائيل يوم الاثنين للتحذير من التصعيد. ووقعت الموجة الأولى من انفجار العبوات الناسفة – التي ألقي باللوم فيها على نطاق واسع على إسرائيل، التي لم تقر بمسؤوليتها – في اليوم التالي.مرحلة حساسةكانت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة في مرحلة حساسة إلى درجة أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن زار مصر فقط هذا الأسبوع.وردا على سؤال حول ما إذا كان لا يزال لدى الولايات المتحدة أمل في التوصل إلى اتفاق في غزة – وهو ما تصفه الإدارة الأميركية بأنه حاسم لتهدئة الصراع الإقليمي – قال الرئيس جو بايدن يوم الجمعة إنه بالفعل ما زال لديه أمل، وفريقه كذلك.في غضون ذلك، رفض البيت الأبيض ووزارة الخارجية التعليق علنا على انفجار اجهزة اتصال لـ "حزب الله" يومي الثلاثاء والأربعاء، ما أسفر عن مقتل 37 شخصا على الأقل وإصابة آلاف آخرين، منهم مدنيون، فيما يعتقد المحللون أنها عملية استخباراتية إسرائيلية تقنية متطورة للغاية.كما لم يقدموا أي تقييم للغارة الجوية يوم الجمعة على منطقة مكتظة بالسكان في بيروت – وهي أعنف ضربة من نوعها على العاصمة اللبنانية منذ سنوات – والتي أسفرت عن مقتل قائد عسكري بارز في "حزب الله".وقال الجيش الإسرائيلي إنّ 10 آخرين من عناصر "حزب الله" قتلوا أيضا، فيما أكدت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 31 على الأقل منهم 3 أطفال و7 نساء في الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية(أ ب)