تحدّث مسؤول في "حزب الله" لم يذكر اسمه لصحيفة "وول ستريت جورنال"، عن اللحظات الأخيرة في حياة القائد العسكريّ الأعلى في الجماعة اللبنانية، فؤاد شكر.وقال إنّ مكالمة هاتفية وردت لشكر من شخص مجهول، تطلب منه الذهاب إلى الطابق السابع من المبنى السكنيّ في بيروت، والذي تم استهدافه فيها بغارة جوية إسرائيلية، أسفرت عن مقتله. وأضاف، "في وقت الغارة، كان فؤاد شكر بمكتبه في الطابق الثاني من المبنى، ومن المحتمل أن يكون إحضاره إلى شقته أعلى بخمسة طوابق، قد سهّل على إسرائيل استهدافه". وأكد المسؤول أنّ "حزب الله" وإيران يحققان في الفشل الاستخباراتيّ الذي أدى إلى مقتل شكر. وبحسب تقييم أولي، فإنّ التكنولوجيا والقرصنة الإسرائيلية المتفوقة، تغلبت على نظام المراقبة المضادة للجماعة، وفقًا لما قاله المسؤول. وفي 30 يوليو، اسفرت غارة جوية إسرائيلية عن مقتل فؤاد شكر وزوجته وامرأتين أخريين وطفلين، فيما أصيب أكثر من 70 شخصًا وفق وزارة الصحة اللبنانية. وجاءت الغارة ردًا على هجوم صاروخيّ مميت لـ"حزب الله" على بلدة مجدل شمس في الجولان، أسفر عن مقتل 12 طفلًا، بحسب الصحيفة.صديق حسن نصر اللهلم تتمكّن الولايات المتحدة لمدة 4 عقود من القصاص من فؤاد شكر، منذ أن خطّط لتفجير بثكنة بحرية في بيروت، أدى إلى مقتل 241 جنديًا أميركيًا.وكان شكر أحد مؤسسي "حزب الله"، صديقًا موثوقًا به منذ فترة طويلة لحسن نصر الله، ولعب دورًا رئيسيًا في تطوير الترسانة الصاروخية التي جعلت الجماعة اللبنانية، أقوى ميليشيا غير مسلحة في العالم. وعلى مدى الأشهر العشرة الماضية، كان قد قاد هجمات "حزب الله" المكثفة عبر الحدود مع إسرائيل. ومع ذلك، وعلى الرغم من كونه أحد أهم الشخصيات في تاريخ "حزب الله"، فقد عاش حياة غير مرئية تقريبًا، ولم يظهر إلا في تجمعات صغيرة من قدامى المحاربين الموثوق بهم في الجماعة.وقال المسؤول في "حزب الله"، إنّ القائد الذي عرفه عدد قليل من الناس، قضى يومه الأخير في مكتبه في الطابق الثاني من مبنًى سكنيّ في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. ورجّح أنّ الاتصال جاء من شخص تجاوز شبكة الاتصالات الداخلية لـ"حزب الله". وبحسب الصحيفة، فقد أخرجت الغارة أحد أفضل الاستراتيجيّين في الجماعة، وكشفت درجة اختراق عملياتها. مصدر للمعرفةوقالت الباحثة في معهد دراسات الأمن القوميّ في تل أبيب والخبير في جماعة "حزب الله" كارميت فالينسي، إنّ "عمليات القتل المستهدفة هذه، لها تأثير تراكميّ على القدرة التشغيلية للجماعة". وأضافت أنّ شكر "كان مصدرًا للمعرفة. عرف كيف يعمل ويتواصل مع نصر الله". وقال المسؤول في "حزب الله" في وقت مبكّر من اليوم الذي استُهدف فيه شكر، إنّ الجماعة أرسلت أوامر للقادة رفيعي المستوى، بالتفرق، وسط مخاوف من تعرّضهم للخطر. وقالت الصحيفة إنّ شكر دُفن في مقبرة عامة في بيروت إلى جانب شاب مات وهو يقاتل في سوريا، بحسب والدة المقاتل.(ترجمات)