في تطور جديد يعكس تصاعد التوتر بين إسرائيل وحركة "حماس"، أعلنت الأخيرة بوضوح أن أي مفاوضات مقبلة مع الجانب الإسرائيلي مرهونة بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، حسب الاتفاق المسبق. وجاء هذا الموقف على لسان القيادي في "حماس" باسم نعيم، الذي أكد أن الحركة لن تتفاوض عبر وسطاء حول أي خطوة قادمة في اتفاق وقف إطلاق النار، إلا بعد الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين الذين تم الاتفاق بشأنهم.وشدد نعيم على أن أي حوار أو اتصال مع إسرائيل سيبقى متوقفا بالكامل حتى يتم تنفيذ الالتزامات المتعلقة بالإفراج عن الأسرى الفلسطينيين مقابل الأسرى الإسرائيليين الستة المحتجزين لدى "حماس".تأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين من جانبه، أثار قرار إسرائيل بتأجيل الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين موجة غضب واسعة لدى "حماس"، خصوصا بعد تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الذي أكد أن قرار التأجيل جاء لضمان تسليم الأسرى الإسرائيليين دون أي "مراسم مهينة"، وهو القرار الذي حظي بتأييد الإدارة الأميركية، حيث وصفه المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بريان هيوز بأنه "رد مناسب" على معاملة "حماس" للأسرى.وفي المقابل، ردت "حماس" بقوة على الموقف الإسرائيلي، معتبرة أن هذا الادعاء مجرد حجة واهية ومراوغة إسرائيلية واضحة للتهرب من تنفيذ الالتزامات المتفق عليها. وأكد عزت الرشق، عضو المكتب السياسي لـ"حماس"، في بيان شديد اللهجة، أن الإهانة الحقيقية تكمن في الطريقة الوحشية التي يعامل بها الفلسطينيون أثناء الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية، والتي تشمل التعذيب والضرب والإذلال الممنهج.وطالبت "حماس" الوسطاء الدوليين بالضغط على إسرائيل لتنفيذ الاتفاق والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين بشكل فوري.جدير بالذكر أن إسرائيل قد اتخذت سابقًا إجراءات وصفت بـ"المهينة" تجاه الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم، حيث أجبرتهم في مرات سابقة على ارتداء قمصان تحمل عبارات تهديد، وأساور كتبت عليها آيات من "سفر المزامير" في خطوات اعتُبرت ترهيبية.وحتى الآن، تم إطلاق سراح 29 محتجزًا إسرائيليًا من قبل "حماس" ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق، بينما ما يزال 62 إسرائيليًا محتجزين في غزة، من بينهم 35 أعلنت إسرائيل مقتلهم. (رويترز)