قبل عامين، ومع قصف روسيا لأوكرانيا وعدم وجود مكان آخر للفرار إليه، رأت يوليا البالغة من العمر 24 عامًا، أنّ مسقط رأس زوجها، مدينة غزة، ملاذ آمن لها.وانتقل الزوجان وفق تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" إلى القطاع الساحليّ مع ابنهما الصغير، وبنيا حياة مريحة على الرغم من مصاعب الحصار الإسرائيليّ طويل الأمد، حيث أصبحت يوليا اختصاصية تجميل الأظافر، وارتبطت بنساء أوكرانيات أخريات متزوجات من فلسطينيّين،. ووجد زوجها عملًا هندسيًا. كما استقبلوا طفلًا ثانيًا، وهو صبيّ آخر ذو عيون زرقاء. واليوم، أصبح هؤلاء الأطفال نازحين، جائعين ومذعورين، يشربون المياه الملوثة، وتمتلئ وجوههم بجروح الشظايا، إذ تقول يوليا، التي اصطدمت بالحرب مرة أخرى، والتي تحدثت بشرط عدم استخدام اسمها الأخير، بسبب مخاوف أمنية، إنّ الفرق الرئيسيّ في غزة، هو أنه، على عكس أوكرانيا، "لا يوجد مخرج".يوليا هي جزء من مجتمع أوكراني كان نابضًا بالحياة في غزة، والذي بقي أعضاؤه محاصرين بين حربين، ويواجهون ظروفًا قاسية للغاية، لدرجة أنهم يناشدون العودة إلى بلد يتعرض للحرب، وهو الخيار "الأكثر أمانًا" في الوقت الحالي.أوكرانيون محاصرون في غزةوتقول الحكومة الأوكرانية إنّ نحو 300 مواطن غادروا غزة في عمليات إجلاء متقطعة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، مع هجوم مدمر لـ"حماس" على إسرائيل. وفر آخرون بوسائل خاصة أو من خلال جماعات الإغاثة. ولا يزال العشرات من الأوكرانيّات تحت الحصار نتيجة القصف الإسرائيلي، إلى جانب أزواجهنّ وأطفالهنّ، مع تضاؤل عمليات الإجلاء وارتفاع عدد القتلى إلى أكثر من 27,000، وفقًا لأرقام وزارة الصحة في غزة.وقال سفير أوكرانيا لدى إسرائيل يفجين كورنيتشوك، إنّ:موظفو السفارة يديرون جهود الإخلاء، بينما لا تزال إسرائيل تقوم بعمليات عسكرية. 4 أوكرانيّين على الأقل قُتلوا في غزة وأصيب 6 آخرون.من الصعب الحصول على أرقام مؤكدة للضحايا. أوكرانيا تعمل بشكل وثيق مع المسؤولين الإسرائيليّين والمصريّين لإخراج المواطنين، ولكن لا يوجد حل كبير إذا تم رفض الأسماء المقدمة لأسباب أمنية.وأضاف كورنيتشوك، أنّ 315 شخصًا، معظمهم من الأوكرانيّين، بالإضافة إلى حفنة من الفلسطينيّين والمولدوفيّين، خرجوا من خلال عمليات الإجلاء الثلاث المنسقة التي قامت بها الحكومة. وأشار إلى أنّ نحو نصفهم عادوا إلى أوكرانيا، في حين قام الباقون بترتيباتهم الخاصة في دول عربية أو أوروبية. وينحدر العديد منهم من المدن الأوكرانية التي أصبحت الآن تحت السيطرة الروسية، وهي مشكلة أخرى.كما ذكر كورنيتشوك أنّ 29 مواطنًا أوكرانيًا إضافيًا أرادوا المغادرة، لم يحصلوا على موافقة مسؤولي الأمن الإسرائيليّين والمصريّين،. وأضاف أنه تم رفض عدد قليل من المواطنين الآخرين مرتين، ولكن في المحاولة الثالثة تمت الموافقة على العبور، مع مراعاة المزيد من الاستجواب داخل مصر.موافقات إجلاء العائلاتوعادة، تسعى الحكومات للحصول على موافقة الإخلاء ليس فقط للمواطنين، ولكن أيضًا لأفراد أسرهم المباشرين لمغادرة غزة. لكن لا توجد ضمانات بشأن من سيحصل على الموافقة، حيث يقول كورنيتشوك إنّ المسؤولين الإسرائيليّين صريحون بشأن إعطاء الأولوية للمواطنين الأجانب، على الأزواج غير المواطنين، خصوصًا الرجال الفلسطينيّين.وأشار كورنيتشوك إلى أنّ نحو 50 أوكرانيًا تمت الموافقة على انضمامهم إلى عمليات الإجلاء، لم يذهبوا، معظمهم في الحالات التي تعني فيها المغادرة تفكّك الأسرة، متابعًا أنه يتفهم محنتهم، لكنه ينصح أولئك الذين تمت الموافقة عليهم، بمحاولة عبور الحدود، والقلق في ما بعد بشأن لمّ الشمل.(ترجمات)