الوضع الإنسانيّ في قطاع غزة لا يزال كارثيًا، فالجوع والمرض يلاحقان المنطقة المحاصرة، التي دمرتها الحرب على مدى 11 شهرًا.ولا تزال منظمات الإغاثة التي تحاول المساعدة في تخفيف الوضع اليائس تندب العوائق التي تحول دون توزيع المساعدات، والمخاطر الأمنية التي يتعرض لها عمالها بسبب القوات الإسرائيلية ومستنقع العصابات التي نشأت من خراب غزة.أزمة جوع حادةفي الأسبوع الماضي، أكد تقرير صادر عن منظمة اللاجئين الدولية، وهي منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان، وجود أدلة على "أزمة جوع حادة" في المنطقة، وربطها بتصرفات السلطات الإسرائيلية.وقد وجد التقرير أنّ "المد والجزر في ظروف الجوع، يرتبطان ارتباطًا وثيقًا بالقيود والتنازلات التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية على وصول المساعدات، وسلوك الجيش الإسرائيلي".وأضاف أنّ الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية هذا الربيع، في أعقاب التحذيرات من المجاعة الوشيكة، دفعت إلى "سلسلة من التنازلات الإسرائيلية في ما يتعلق بالمساعدات"، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".ولكن مع تحوّل الحرب نحو الأشهر الأكثر برودة، يخشى المسؤولون الإنسانيون من تدهور أكثر فتكًا. وقالت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا الشرقية في برنامج الغذاء العالميّ التابع للأمم المتحدة كورين فلايشر للصحيفة:لا شيء طبيعيًا في غزة، لا توجد وظائف، ولا سيولة.الأطفال في الشوارع وليس في المدارس.يدعم برنامج الأغذية العالميّ نحو 1.1 مليون شخص كل شهر، لكننا الآن متأثرون أيضًا بأوامر الإخلاء الإسرائيلية.فقدنا 20 من مواقع التوزيع الخاصة بنا، و5 من المطابخ المتنقلة.الوضع أصبح غير آمن بشكل متزايد للعاملين في المجال الإنساني.وعن سبب الشعور بعدم الأمان، قالت: "أصيبت سيارتنا بعشر رصاصات وكان بداخلها أفرادنا. أصبحنا خائفين. نحن نعمل في العديد من الأماكن الخطرة حول العالم. هذه هي وظيفتنا. والناس يتطوعون لهذا، لأنّ لدينا إجراءات معمول بها لفضّ النزاع، وإدارة الوضع الأمنيّ مع أطراف الصراع. لكنّ هذه الأمور غير فاعلة هنا".وتابعت: "من ناحية، نتعرض لإطلاق النار وللنهب فلم يعد هناك شرطة محلية. لم يعد هناك قانون ونظام في غزة، وهذا يسمح للعصابات بالنمو والنهب".المجاعة في غزة ولفتت إلى أنّ نحو 500 ألف شخص يعانون مستويات شديدة من الجوع، وهو ما نسميه المجاعة الحقيقية. وهذا أقل مما كان عليه الحال في شهر مارس عندما كنا قلقين للغاية، لأننا لم نكن نستطيع الوصول إلى شمال غزة ومدينة غزة. وأضافت بمجرد أن أصبح لدينا القدرة على الوصول، تحسن الوضع، ولكن لا بد من الحفاظ عليه عند مستوى معين. والآن أصبحنا نصل إلى عدد أقل من الناس، فنحن نجلب الغذاء، ربما نحو ثلثي ما نحتاجه. ولكننا لا نستطيع توزيعه داخل القطاع لأسباب كعمليات الإجلاء، كما ننتظر الضوء الأخضر من إسرائيل، ننتظر عند نقاط التفتيش. الطرق مدمرة، حتى أنّ إطارات سياراتنا مثقوبة، لذا فإنّ نقل المساعدات يستغرق الكثير من الوقت.(ترجمات)