قال الطيار الحربي والدبلوماسي الإسرائيلي الأسبق ديفيد إيفري إن إسرائيل تدخل حاليا في "حرب استنزاف"، في إشارة إلى حرب الأنفاق التي يواجهها الجيش في قطاع غزة.وكان إيفري موجوداً في غرفة الحرب خلال كل منعطف حاسم تقريباً في الدفاع الإسرائيلي. والآن، في عامه الـ90، وبينما تمر إسرائيل ربما بأسوأ أزمة لها على الإطلاق، فإن قائد سلاح الجو السابق ونائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي والسفير إلى واشنطن، مستعد للبدء في العمل من جديد لإنقاذ بلاده من الأخطار المحيطة بها.وأضاف "أنا على دراية بهذه الديناميكية من لبنان، عندما خدمت كنائب لرئيس أركان جيش الدفاع الإسرائيلي. نحن في مكان قمنا باحتلاله، واعتاد الناس على الوضع ونتحول تدريجياً من كوننا غزاة إلى كوننا أهدافًا". وبحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، تساءل إيفري "إلى متى سنكون قادرين على النجاة من ذلك وكيف تفعل ذلك عندما ترفض الحكومة الحديث عن الحلول السياسية". هل تغرق إسرائيل في مستنقع غزة؟ وقال العسكري السابق في الجيش الإسرائيلي: "أقول لكم إننا بالفعل في مستنقع غزة. ليس لدينا حل واضح بشأن ما سيحدث، لذلك نستمر في القول إننا سنكون هناك لفترة طويلة جدا. ونحن لم نقل بعد كلمة عما يحدث في الشمال". واعتبر أن 7 أكتوبر كان بمثابة كارثة مروعة غيرت المنطقة بأكملها إستراتيجيًا. وأضاف إيفري "لا أوافق على أن هذا يشكل تهديدًا وجوديًا. خلال حرب الاستقلال واجهنا تهديد وجودي. حتى حرب الأيام الستة، عشنا مع شعور بالتهديد الوجودي. "حماس" و"حزب الله" لا يشكلان تهديدا وجوديا. التهديد الوجودي داخلي".عمل إيفري في تشكيل القوة الإستراتيجية لدولة إسرائيل، بالإضافة إلى عمله كنائب لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي، واشتهر الطيار السابق بخدمته كقائد للقوات الجوية الإسرائيلية ومدير عام وزارة الدفاع، ومؤسس ورئيس مجلس الأمن القومي ورئيس شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية وسفير إسرائيل في واشنطن. وتحدّث عن تخوّفه قبل 7 أكتوبر من نشوب حرب أهلية في إسرائيل، حيث قال "كنت متخوفًا جدًا من نشوب حرب أهلية، وأشعر بالقلق من أن هذا التهديد سيعود إلى الظهور. الحرب الأهلية هي تهديد وجودي"، في إشارة إلى الاحتجاجات حول التعديلات القضائية التي شهدت فيها إسرائيل تظاهرات عارمة. وقال إيفري "أول شيء كان يجب أن يحدث بعد 7 أكتوبر هو أن يخرج القائد ويقول: أنا الآن ألغي الإصلاح القضائي نحن جميعاً في هذا الأمر معاً.. لم يحدث ذلك. لم يقل رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ذلك". ويؤكد إيفري أنه "إذا كنت لا تخدم سياسة ما، فلا يجب عليك شن عملية عسكرية. ولا يمكنك أن تمنع إرادة دولة معادية من تحقيق القدرة النووية.. يمكنك شراء الوقت، ويفضل أن يكون ذلك بوسائل غير عسكرية. ويجب أن يكون الخيار العسكري هو الملاذ الأخير".(ترجمات)