قالت صحيفة "والا" الإسرائيلية إن سلاح الجو الإسرائيلي يستخدم أنواعا عدة من القنابل الخارقة للتحصينات، محلية الصنع وأخرى أميركية.وسلّطت الصحيفة الضوء في تقرير لها حول اختلاف هذه القنابل عن القنابل العادية ولماذا لم تشتر إسرائيل من الولايات المتحدة "أم القنابل" التي تم تطويرها لاختراق كل هدف في إيران؟ اهتمت القوات الجوية الإسرائيلية بقنبلة GBU-28 الأميركية، والتي تم استخدامها في نهاية حرب الخليج عام 1991 للسماح للولايات المتحدة بمهاجمة المخابئ حيث كانوا يأملون في قتل صدام حسين.لم تعلن الولايات المتحدة رسميا أبدا أنها باعت القنبلة لإسرائيل حتى لا تتهم بتسليحها استعدادا لشن هجوم على إيران، ولكن وفقا لوثائق "ويكيليكس"، تلقى سلاح الجو مثل هذه القنابل في العقد الماضي، وذكرت الولايات المتحدة فقط أنها باعت إسرائيل نسخة أصغر منها وهي GBU-39. وتم تجهيز سلاح الجو الإسرائيلي بقنابل خارقة للتحصينات تصنعها شركة "إلبيت"، والمعروفة باسم MPR-500 في نسختها التصديرية. ما الذي يميز القنبلة الخارقة للتحصينات؟ أظهرت قنبلة GBU-28 أنه يمكنها اختراق ما يصل إلى 6 أمتار من الخرسانة. وتستخدم القنبلة هيكلا قويا بحيث يحتفظ بشكله ولا يتم سحقه لأنه يصطدم بسرعة بسقف المجمع الذي من المفترض أن يخترقه، قبل أن يبدأ رحلته إلى أسفل. وتزن القنبلة 2.3 طن، مع استخدام فولاذ أكثر سمكا من المعتاد يمنحها قوة، كما أن رأسها الحربي أصغر بمقدار نصف قنبلة عادية ذات وزن مماثل، لأنه بعد أن اخترقت بالفعل الهيكل تحت الأرض لم تعد بحاجة إلى انفجار قوي للغاية لتدمير طوابقها السفلية. وغالبا ما تستخدم هذه القنابل اليورانيوم المخفف، مثل بعض القذائف مما يزيد من قوتها. وقالت الصحيفة إن هذا لا يحولها إلى أسلحة نووية، ولكنه يفرّق التلوث الإشعاعي المشع في موقع الارتطام، والذي سيشعر به على بعد عشرات الأمتار من التأثير وعلى مستوى منخفض.وأشارت إلى الصمام الذكي، الذي تتم برمجته للكشف عن طريق حساب سرعة تفجير الرأس الحربي أو عندما تكون القنبلة قد انتهت بالفعل من التحرك واخترقت أقصى عمق لها، أو أثناء تدمير أرضية معينة في منصة تحت الأرض من طوابق عدة. وعلى الرغم من أن سرعة التأثير التي يمكن أن تساعد في الاختراق، إلا أن هذه القنابل ليست مجهزة بمحركات صاروخية، ولا تكتسب السرعة إلا بعد الانزلاق إلى الهدف، بعد إطلاقها من الطائرة المقاتلة. ونظرا لأن المخابئ لا تتحرك من مكان إلى آخر، فلا توجد مشكلة في ضربها بدقة، ولكن من المهم جدا إطلاق القنبلة من الطائرة ببيانات السرعة والارتفاع الدقيقة، بحيث تصل إلى الهدف عند نقطة وزاوية وسرعة تسمح لها باستنفاد قدرتها الكاملة على الاختراق. "أم القنابل"من الممكن استخدام قنابل عدة تضرب واحدة تلو الأخرى، من أجل اختراق عمق أكبر مما يمكن لقنبلة واحدة فعله. وأكدت الصحيفة أن ذلك يكون بالتنسيق بين الطائرات عبر توجيهها بواسطة الليزر أو عبر الأقمار الصناعية، متصلة بمنظومة مثل JDAM من "بوينغ". وبسبب حجمها، لا يمكن حمل GBU-28 إلا بواسطة طائرات F-15، خصوصا طرازات "ثاندر" الأكثر ملاءمة للمهام الهجومية. ولدى سلاح الجو الأميركي أيضا قنبلة أكبر بكثير تزن 10 أطنان، تعرف باسم MOAB، وهو اختصار لـ"أم القنابل"، تم تطويرها لإظهار أن الأميركيين لديهم القدرة على اختراق المنشآت النووية الإيرانية المحفورة جيدا في الأرض. وبسبب حجمها، يتم حمل "أم القنابل" فقط بواسطة قاذفات الشبح B-2. ويمكن للقنابل الخارقة للتحصينات مثل GBU-39 الأميركية و MPR500 الإسرائيلية أن تحمل أيضا طائرات مقاتلة من طراز F-16. وبسبب أبعادها، فإن قدرتها على الاختراق أقل أي نحو 4 أمتار من الخرسانة وقد استخدمت ضد أنفاق "حماس" ومخابئها في غزة في حرب السيوف الحديدية.(ترجمات)