أتى جوزيف عون، الرئيس الرابع عشر للبنان، من رحم الأزمات ليسد شغورًا امتد لأكثر من سنتين. وبالفعل، تنتظر الرئيس في قصر بعبدا، ملفات وقضايا شائكة كثيرة. لبنان الذي أرخت الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية بكل ثقلها على واقعه الصعب والمعقد، ينتظر عون والحكومة التي سيشكلها، وسط تحديات كبرى على وقع حرب مع إسرائيل وسقوط نظام بشار الأسد وتراجع النفوذ الإيراني، ما يدفع الرئيس الجديد إلى ضرورة ترتيب وضعه الإداري والسياسي من خلال تشكيل حكومة جديدة، لتأمين البلاد سياسيًا وتجنب الفوضى مما يضعها على مسار إعادة التكوين والبناء.تحد أساسي أمام الرئيس الجديد، وهو تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار. الذي يشمل الالتزام بقرار مجلس الأمن الشهير 1701، والذي من بنوده ابتعاد "حزب الله" عن الحدود، ونزع سلاح كل المجموعات المسلحة في لبنان غير الشرعية.تحديات كبيرة بانتظار جوزيف عونولمناقشة آخر التحديات التي تنتظر الرئيس اللبناني الجديد جوزيف عون، قال عضو تكتل الجمهورية القوية في البرلمان اللبناني الدكتور فادي كرم لقناة "المشهد" عبر برنامج "المشهد الليلة": "بعد انتخاب رئيس الجمهورية اللبنانية، ستكون هناك استشارات نيابية للكتل النيابية بطبيعة الحال، لتسمية رئيس حكومة جديد وتأليف حكومة جديدة، تتناسب مع خطاب القسم الذي أطلقه الرئيس المنتخب جوزيف عون أمس، ويمثل المرحلة المقبلة التي سيعمل عليها، حتى تنتظم أمور الدولة".وتابع قائلًا: "نستطيع اليوم كلبنانيين، أن ننطلق بإعادة بناء الدولة اللبنانية ومؤسساتها، بعد أن دُمر كل شيء في لبنان في السنوات الماضية بسبب سوء الحكم وسوء السلطة التي وضعت يدها لسنوات على لبنان، ورهنته للقرار الإيراني والإستراتيجية الإيرانية، لذلك سنشهد استشارات نيابية بأسرع وقت وأعتقد أنها ستكون في بداية الأسبوع المقبل".وعن إمكانية تكليف فؤاد مخزومي بتشكيل الحكومة، قال كرم: "كل شيء ممكن، وسنرى ذلك بحسب الكتل وحسب ما تريده، ومن ينال العدد الأكبر في الأصوات، سيصبح هو رئيس الحكومة اللبنانية".وأردف بالقول: "المعركة التي خضناها كفريق سيادي في لبنان يريد الإصلاح في البلاد ويريد إعادة السيادة اللبنانية على كامل أراضيها وعلى كامل حدودها، هي معركة مواصفات الرئيس اللبناني الجديد وبرنامجه والتحديات التي تنتظره، وقد نجحنا في ذلك وقد بيّن الرئيس عون ذلك بشكل واضح في خطاب القسم الذي أطلقه، حيث أضمنه كل النقاط الأساسية التي طرحناها على مدى سنتين وحتى قبل سنتين"، وهي: حصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية.سيادة الدولة اللبنانية على كامل حدودها وبالداخل اللبناني.منع وجود أي قوة مسلحة غير شرعية تأتمر بقوة دولية أو إقليمية.منع ومحاربة مسألة تهريب المخدرات والتهريب من كل الأنواع.وقف الأعمال اللاقانونية والإرهابية التي كنا نشهدها في لبنان في السنوات الماضية.وقف إطلاق النار من خلال تسليم السلاح غير الشرعي في كامل الأراضي اللبنانية وليس فقط في جنوب لبنان.الحياد الإيجابي. مرحلة جديدةمن جهته، قال النائب في البرلمان اللبناني اللواء أشرف ريفي لـ"المشهد": "نحن اليوم على أبواب مرحلة جديدة في التاريخ السياسي اللبناني، ونرى بوضوح أن الرئيس المنتخب جوزيف عون من خلال مسيرته الأمنية خلال 8 سنوات عجاف عاشها الوطن اللبناني، استطاع بحكمة أن يحافظ على السلم الأهلي، الذي يعتبر في الأمر العسكري، من أصعب المهام".وتابع قائلًا: "كنا وما زلنا نرى أن لبنان بحاجة، في خضم كل التحورات الإقليمية، إلى شخصية تشبه شخصية العماد جوزيف عون، والانطباع الشعبي العفوي بعد انتخابه يُظهر ارتياحًا وأملًا جديدًا بلبنان جديد".واستطرد قائلًا: "انتهى الدور الإيراني في لبنان وفي كل المنطقة العربية، واليوم ومن خلال تطور الأحداث الأخيرة سواء في لبنان أو جنوب لبنان والتي كانت للأسف مكلفة جدًا، ومن خلال التطورات في سوريا واليمن والعراق، أتصور أن هناك إنهاء للدور الإيراني ولأذرع إيران في المنطقة العربية في العراق وسوريا ولبنان واليمن".جوزيف عون يحظى بشعبية كبيرةبدورها، قالت النائب في البرلمان اللبناني بولا يعقوبيان لقناة "المشهد" في برنامج "استوديو العرب": "جوزيف عون يتمتع باحتضان شعبي واضح من قبل اللبنانيين، الذين فرحوا بانتخابه لأنهم بحاجة إلى طاقة أمل وهم يعلمون علم اليقين أخلاقه ومبادئه التي كانت واضحة خلال قيادته للجيش اللبناني، لأنهم بكل بساطة يريدون أن يتخلصوا من كل الأحزاب والتركيبة "اللعينة"، التي حكمت لبنان على مدى سنوات".وتابعت قائلة: "خطاب الرئيس جوزيف عون كان رائعًا وكل النقاط التي طالبت بها ثورة 17 أكتوبر، ذُكرت كما هي في خطاب القسم، وهذا هو المشروع الذي تبنيناه وترشحنا على أساسه في الانتخابات، وتكلم عن الحياد وهو أمر بالغ الاهمية، حتى لا يبقى لبنان مكسر عصا ولا صندوق بريد، فلم نعد كلبنانيين نحتمل أن نكون يومًا مع هذه السياسة او تلك أو مع أي محور من المحاور، وإذا نُفذت هذه النقطة، سيصبح لبنان أحلى من سويسرا الشرق". (المشهد)