أدى تصاعد الهجمات المدعومة من إيران ضدّ الشحن التجاري العالميّ في البحر الأحمر، إلى زيادة الضغط على إدارة الرئيس الأميركيّ جو بايدن، حيث يسعى المسؤولون لحماية التجارة بينما يحاولون تجنب المواجهة المباشرة مع طهران، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال".وقالت البحرية الأميركية السبت إنّ سفينتَين أخريَين تعرّضتا للهجوم في ذلك اليوم من قبل جماعة "الحوثي" المدعومة من إيران في اليمن، ما رفع عدد السفن التجارية التي تعرضت للهجوم بالقرب من ممر حيويّ بين القرن الإفريقيّ والشرق الأوسط، إلى 15. وأكد البنتاغون الاثنين أنّ ناقلة كيماويات في المحيط الهندي تعرّضت للقصف بطائرة بدون طيار انطلقت مباشرة من إيران، وهو ما نفته طهران. بعد هجوم 7 أكتوبر، وبعد شنّ الجيش الإسرائيليّ عملية عسكرية ضد غزة، وجّه "الحوثيون" هجمات على أهداف مرتبطة بإسرائيل، في حين أطلقت ميليشيات أخرى متحالفة مع طهران صواريخ وطائرات بدون طيار على الولايات المتحدة. وحذّر "الحوثيون" الأحد من مزيد من الهجمات ردًا على وصول القوات الأميركية إلى البحر الأحمر. وتشكل هجمات الشحن جزءًا من مواجهة إقليمية أوسع بين حلفاء إيران والولايات المتحدة وإسرائيل، وهي تتزايد. وتُظهر وثيقة رُفعت عنها السرية من وزارة الدفاع أنّ هجمات "الحوثيّين" على السفن تصاعدت خلال النصف الأول من ديسمبر إلى 8 حوادث، مقارنة بثلاثة فقط خلال النصف الأخير من نوفمبر الماضي. وقال المدير السابق لشؤون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أندرو تابلر، "الجميع، بما في ذلك إيران، يحاولون تجنّب التصعيد والسقوط عن السلّم". ضغط إسرائيليّ على أميركادفعت هجمات "الحوثيين" الولايات المتحدة وحلفائها إلى نشر سفن بحرية لردع المزيد من الضربات، وهي خطوة ساعدت في تخفيف المخاوف بين بعض شركات الشحن. وقالت شركة الشحن والخدمات اللوجستية "إيه بي مولر ميرسك" الأحد، إنّ الجهود التي تقودها الولايات المتحدة أدت إلى اتخاذ قرار باتخاذ خطوات لاستئناف إرسال سفن الحاويات عبر البحر الأحمر. ويضغط المسؤولون الأميركيون على الإسرائيليّين لإنهاء هذه المرحلة من الصراع في غزة بسرعة، على أمل أن يؤدي ذلك إلى كبح الهجمات في البحر الأحمر.ولكن هناك جدل، داخل إدارة بايدن وبين واشنطن وتل أبيب، حول كيفية الردّ على الهجمات "الحوثية".يودّ البعض داخل الحكومة الأميركية تجنّب الاضطرار إلى توجيه ضربة ضد "الحوثيّين" الآن، واختيار تجنّب الاستفزاز الذي يمكن أن يوسّع الصراع إلى ما هو أبعد من نطاقه الحالي.حرّية الملاحة البحريةإنّ الصراع في البحر الأحمر، حيث يمر نحو 12% من التجارة العالمية المنقولة بحرا، وفي الممرات الملاحية القريبة، يُجبر شركات الشحن على تأخير عمليات التسليم من آسيا إلى أوروبا عن طريق الإبحار حول جنوب إفريقيا بدلًا من المرور عبر قناة السويس. وقال كبير مسؤولي العمليات في شركة Scan Global Logistics الدنماركية مادس دريجر: "سيكون لهذا تأثير كبير على التكلفة.. ببساطة لا توجد سفن كافية لكل رحلة ذهابًا وإيابًا، مع الأخذ في الاعتبار أنّ هناك حاجة الآن إلى سفن إضافية للحفاظ على الجدول الأسبوعي".وقال عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور بيل هاجرتي، إنّ إيران تشجعت بما وصفه بالرسائل غير المتّسقة من الإدارة. وأضاف: "علينا أن نحافظ على حرية عمليات الملاحة في البحار.. لا يمكننا التنازل عن ذلك لإيران". ودافعت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض أدريان واتسون، عن سياسة الإدارة بشأن إيران، بما في ذلك إنشاء قوة بحرية متعددة الجنسيات في البحر الأحمر لحماية الشحن التجاري. وأضافت: "لقد تحدثنا بصراحة عن خطورة تصرفات إيران المزعزعة للاستقرار، وندّدنا بالتهديد المباشر الذي يمثله دعمهم للحوثيّين للتجارة الدولية والأمن البحري". قلق من الدعم الإيرانيأصبحت الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد بشأن تورط إيران المباشر مع الجهات الفاعلة في حرب الشحن. وقالت واشنطن الجمعة إنّ القوات الإيرانية توفر لـ"الحوثيّين" معلومات استخباراتية في الوقت الحقيقي، بالإضافة إلى الأسلحة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار والصواريخ، لاستهداف السفن المارة عبر الحدود في البحر الأحمر. ومع ذلك، توضح الهجمات أيضًا التوترات داخل النظام الإيراني، حيث إنه عادة ما يتمّ تنفيذ العمليات العسكرية الإيرانية في الخارج من قبل الحرس الثوري.والأحد، نفى متحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية تورط طهران في استهداف المصالح الإسرائيلية، وفقًا لما ذكرته قناة "برس تي في"، وهي وسيلة إخبارية مملوكة للدولة.وفي منتصف ديسمبر، أخبر وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان نظيره اللبنانيّ عبد الله بوحبيب، أنه يشجع حلفاء طهران على عدم تصعيد التوترات، وفقًا لمسؤولين لبنانيّين.(ترجمات)