بعد أيام طويلة من المفاوضات غير المباشرة بين باريس والقاهرة وفي وقت كان فيه الفلسطينيون يترقبون إعلان هدنة قبل شهر رمضان جاءت آخر الأخبار محبطة لكل الآمال التي علقوها على مارثون اللقاءات والمباحثات بين إسرائيل و"حماس" مؤكدة تعثرها من جديد ووصولها إلى طريق مسدود قد يعجل بالعملية البرية في رفح وهي الخطوة التي يخشاها الجميع ويحذر من عواقبها، لكن في غضون ذلك تبقى الآمال معلقة على زيارة مدير مدير وكالة المخابرات الأميركية لقطر لإنقاذ مفاوضات الهدنة في غزة.مفاوضات الهدنة في غزةفي آخر التطورات القادمة من القاهرة وصلت مفاوضات الهدنة في غزة إلى طريق مسدود.لكن الولايات المتحدة لا زالت تسابق الزمن من أجل الوصول إلى اتفاق هدنة قبل بداية شهر رمضان المتوقعة يوم الاثنين القادم.ونقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤول أميركي تأكيده وصول مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، إلى قطر، في محاولة قد تكون الأخيرة لتأمين اتفاق وقف إطلاق النار قبل حلول شهر رمضان.وكان المسؤول الأميركي الذي يقود جهود التفاوض لبلده قد زار مصر الأربعاء الماضي، بيد أنه من غير المتوقع أن يسافر إلى إسرائيل خلال هذه الزيارة للمنطقة فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تعليقا على زيارته للدوحة إن" إسرائيل غير متفائلة بالتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار قريبا".وكان الرئيس بايدن قال الجمعة في خطاب الاتحاد إنه يعمل من أجل التوصل لاتفاق هدنة مدته 6 أسابيع من شأنه وفق تعبيره أن "يعيد الأسرى إلى وطنهم ويخفّف من الأزمة الإنسانية التي لا تُحتمل، ويؤسّس لشيء أكثر استدامة".تعثر مفاوضات الهدنة في غزةوالجمعة غادر وفد حركة "حماس" العاصمة المصرية، بعد مشاورات بشأن وقف لإطلاق النار في غزة بوساطة مصرية، قطرية وأميركية.وبحسب تصريحات لقادة"حماس" فإن الرد الإسرائيلي على طلبات الحركة لا يرتقي لأدنى مستوى من تطلعاتها .ولم تشارك إسرائيل في هذه المفاوضات إذ لم ترسل للقاهرة وفدا يمثلها مصرة على معرفة مصير الأسرى الإسرائيليين لدى حركة"حماس".وانطلقت مفاوضات الهدنة في غزة قبل 40 يوما وقطعت أشواطا متقدمة وكان هناك استبشار بإمكانية التوصل إلى اتفاق لوقف مؤقت لإطلاق النار قبل بداية شهر رمضان.وفي شهر نوفمبر الماضي، توصلت إسرائيل وحركة"حماس" لاتفاق بشأن هدنة مؤقتة امتدت لأسبوع واحد وتم خلالها تبادل عدد من الأسرى وأطلق بموجبها سراح 100 أسير لدى "حماس".وتقول "حماس" إن إسرائيل قتلت نحو 70 أسيرا لديها من بينهم صديق مقرب لنتانياهو مؤكدة أنها تتعمد قصفهم في حين تحرص هي على بقائهم سالمين.وتشترط "حماس" إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية على دفعات من بينهم أسرى ستسميهم مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لديها وهو ما ترفضه إسرائيل.كما تؤكد أنه لا تبادل للأسرى قبل وقف كلي لإطلاق النار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية بشكل يومي للقطاع وانسحاب الجيش الإسرائيلي منه.وبفشل مفاوضات الهدنة في غزة في القاهرة أعلنت إسرائيل أنها عازمة على مواصلة هجومها على مدينة رفح، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس إن بلاده مصرة على مهاجمة رفح التي يعتبر أنها آخر معاقل"حماس" لكن ذلك يتقاطع مع الدعوات الدولية المحذرة من تداعيات هذه الخطوة والتي تؤكد أنها ستؤدي إلى حدوث كارثة إنسانية خصوصا وأن مدينة رفح يتكدس بها نحو مليون ونصف نازح.(المشهد)