كشفت شبكة "سي بي اس" الأميركية لأول مرة عن تفاصيل عملية البيجرات التي نفذها الموساد الإسرائيليّ ضد "حزب الله" في سبتمبر الماضي.وفي البرنامج، تحدّث عميلان سابقان في الموساد، ظهرا تحت أسماء مستعارة "مايكل" و"غابرييل"، مع إخفاء وجهيهما وتغيير أصواتهما، عن العملية السرية التي استغرقت أعوامًا من التحضير قبل تنفيذها في سبتمبر الماضي. ووفقًا لما ذكره العميلان، طوّر الموساد شبكة معقدة من شركات وهمية دولية لبيع أجهزة "بيجر" مفخخة لـ"حزب الله". وأوضح مايكل: "أنشأنا عالمًا خياليًا، نحن المخرجون والمنتجون والممثلون، والعالم هو المسرح".A former Mossad agent says the spy agency tested the pagers to ensure there was just enough explosive to harm the Hezbollah fighter — but not the person next to him. https://t.co/jbjgviSYyx pic.twitter.com/KJ93uZkpjf— 60 Minutes (@60Minutes) December 23, 2024 وأضاف: "كان جهاز الاتصال اللاسلكي سلاحًا، تمامًا مثل رصاصة أو صاروخ أو قذيفة هاون". وكشف مايكل أنّ بطارية الجهاز، المصنوعة في إسرائيل داخل منشأة تابعة للموساد، تضمنت عبوة ناسفة. "جهاز غبي للغاية"وبدأت العملية بزرع متفجرات داخل بطاريات أجهزة البيجر التي بيعت لـ"حزب الله" بأسعار مغرية، حيث اشترت الجماعة أكثر من 16 ألف جهاز. واستمرت العملية لعقد كامل قبل أن تُفعّل الأجهزة. فيما كشف غابرييل أنّ الموساد أجرى تجارب مكثفة باستخدام دمًى للتأكد من دقة استهداف عناصر "حزب الله" فقط، مع الحرص على عدم إصابة الأبرياء. وأشار إلى أنّ الموساد استخدم وسائل مبتكرة للترويج للأجهزة، بما في ذلك إنشاء إعلانات مزيفة على يوتيوب، تُظهر الأجهزة كأنها قوية وموثوقة. وأضاف غابرييل، "نحن نختبر كل شيء.. مرات عدة للتأكد من وجود الحد الأدنى من الضرر".ولم يكن لدى الأجهزة قدرات استخباراتية ولا يمكن استخدامها للتتبّع، وفقًا للموساد، حيث لا يمكن استخدامها إلا كقنابل مصغرة. وقال غابرييل "هذا جهاز غبيّ للغاية بطبيعته. هذا هو سبب استخدامهم (حزب الله) له.. لا توجد طريقة تقريبًا لكيفية الاستفادة منه". تم تفعيل المتفجرات بعد قرار من رئيس الموساد ديفيد برنياع، خوفًا من كشف العملية. إسرائيل تتبنى العمليةفي اليوم التالي، قُتل نحو 30 عنصرًا من "حزب الله" وأصيب الآلاف، بينهم مئات بإصابات خطيرة. وأكد غابرييل أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، الذي اغتيل بعد فترة قصيرة، شاهد عناصر تنظيمه يتعرضون للانفجار. وقال: "هل قضينا على 'حزب الله' تمامًا؟ لا، لكنّ العملية وضعتهم في موقف صعب جدًا، حتى أنهم طلبوا وقف إطلاق النار". وأضاف مايكل: "نريدهم أن يشعروا بأنهم عرضة للخطر دائمًا. لقد انتقلنا إلى الفكرة التالية، وعليهم الآن تخمين ما ستكون خطوتنا القادمة". وفي إسرائيل، وُصفت العملية بالناجحة، حيث أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في نوفمبر الماضي مسؤولية بلاده عنها.(ترجمات)